للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرملة وبيت المقدس وجبل نابلس ولم يوله نيابة الشام، فشق ذلك عليه، ثم قرره في نيابة الشام وتوجه إليه صحبته.

وفي يوم السبت خامس عشرية نادى خاير بك بأن المماليك الجراكسة تظهر وعليهم أمان الله تعالى. فظهر منهم الجم الكثير وهم في أسوأ حال في زي الفلاحين، وعليهم زنوط قرع وبرد سود وقمصان بأكمام كبار. فإذا رآهم أحد لا يفرق بينهم وبين الفلاحين.

وفيه وردت الأخبار بأن ابن عثمان قد وصل إلى بلبيس، وحصل له توعك في جسده، فأرسل إلى خاير بك يطلب محفة، فأرسل له خاير بك محفة إلى بيبلس.

وفي يوم الأحد سادس عشرى شعبان، طلع المقر السيفي ملك الأمراء خاير بك بن بلباي نائب السلطنة بالديار، المصرية إلى قلعة الجبل، فكان له موكب حافل، وقدامه عدة جنائب بغواشي حرير أصفر، وقدامه جماعة كثيرة من العثمانية مشاة يومون بالنفظ، وقدامه الجم الكثير من عسكر ابن عثمان. فشق من الصليبة بعد طلوع الشمس، وطلع إلى القلعة وأقام بها … وصارت مصر نيابة بعد أن كانت سلطنة، وتقلبت الأحوال، وكثرت الأقوال. وقد قلت في خاير بك لما تولى نيابة السلطنة شعرا وهو:

مصر أضحت في سرور عندما … قد تولى للنيبة خير بك

فلسان الحال عنها قائل … يا لعمري قد أتاني خير بك

فلما أقام خاير بك بالقلعة، أرسل خلف البنائين والنجارين والمبلطين ليرموا ما فسد من أماكن القلعة. ثم أن خاير بك خلع على شخص من الأتراك يقال له كمشبغا، وقرره في ولاية القاهرة وهو مملوكة.

وفيه خلع ملك الأمراء خيار بك على جماعة من المباشرين وقررهم في وظائف سنية:

فخلع على القاضي ناظر الجيش "علاء الدين ابن الإمام" وقرره كاتب السر الشريف، عوضا عن محمود بن أجا بحكم توجهه إلى السفر كما تقدم، وقرره ناظر الجيش أيضا عوضا عن الشهابي أحمد ابن ناظر الخاص، وأبقى علاء الدين في نظاره الخاص مضافة لما بيده من هذه الوظائف. وقيل: إنه قرره في نظر الكسوة الشريفة، وجعله أمير ركب المحمل أيضا، فصار بيده خمس وطائف سنية، فتضاعفت عظمته فوق ما كان.

وخلع على الزيني بركات بن موسى، وقرره مدير المملكة، وناظر الحسبة الشريفة، وناظر المارستان المنصوري، وناظر الذخيرة الشريفة، وغير ذلك من الوظائف. وتزايدت

<<  <  ج: ص:  >  >>