يقول إنهم يقبضون عليهم بسبب أنهم يمسكون الخيول الجنائب إذا سافر ابن عثمان، ومنهم من يقول إنهم يقبضون عليهم حتى يسافروا بهم إلى إسطنبول في المراكب. فحصل للناس الضرر الشامل بسبب هذا.
وأما سبب مسك جمال السقائين، فإنهم أشاعوا أن ابن عثمان إذا خرج يأخذ معه جمال السقائين بالروايا إلى أن يصل إلى غزة، لأجل عدم الماء في الطريق من هناك إلى غزة، فامتنع السفاءون من الخروج في هذه الأيام وعز وجود الماء، فضجت الناس لذلك، وأقاموا على ذلك ثلاثة أيام متوالية.
وفيه خرج الوالي الذي كان ابن عثمان قرره في ولاية القاهرة، فخرج وبرز إلى الريدانية إلى أن يخرج ابن عثمان.
وفيه أشيع أن ابن عثمان أطلق الجماعة الذين كان قبض عليهم من العوام والفلاحين والسوقة، وكان أشيع عنهم أنهم يتوجهون بهم إلى إسطنبول. وكانوا لما قبضوا عليهم سجنوهم في أماكن متفرقة حتى يكون من أمرهم ما يكون. ثم نادى في القاهرة بأن لا أحد يشوش على أحد من العوام ولا من الفلاحين، فسكن الاضطراب قليلا، وفتحت الدكاكين في الأسواق، وخمدت هذه الحركة. قيل: إن بعض وزراء ابن عثمان شفع عنده في إطلاق الناس الذين سجنوهم كما تقدم.
وفي يوم الجمعة سابع عشرة توجه السلطان سليم شاه إلى الجامع الأزهر وصلى به الجمعة وتصدق في ذلك اليوم بمال له صورة، ثم شق من القاهرة في موكب، وكان ذلك آخر مواكبه في القاهرة، ثم رجع إلى المكان الذي كان به.
وفي يوم الاثنين عشرية عرض السلطان سليم شاه كسوة الكعبة الشريفة، وكسوة ضريح النبي ﷺ، وكسوة ضريح سيدنا إبراهيم الخليل ﵇، وصنع للمحمل الشريف كسوة. وقد تباهى في كسوة الكعبة بخلاف العادة، وتباهي في زركشة البرقع إلى الغاية، وكذلك في ثوب المحمل الشريف، وما أبقى في ذلك ممكنا.
وفيه أطلق ملك الأمراء خاير بك نائب السلطنة جماعة كثيرة من المماليك الجراكسة الذين كانوا في سجن الديلم فأطلقهم أجمعين، وكانوا نحو أربعة وخمسين مملوكا، وقد راج أمر المماليك الجراكسة قليلا.
وفي يوم الأربعاء ثاني عشرية خرج القاضي محب الدين بن أجا - كاتب السر الشريف وصاحب ديوان الإنشاء - فخرج هو ونساؤه وعياله وصهره الجمالي يوسف بن الطحان، فخرجت النساء في محائر وشقادف. فلما خرج القاضي كاتب السر سكن في بيته الذي عند قنطرة سنقر الوزير يوسف البدري.