للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به هو وجماعة من الذين سافروا، ثم دخلوا إلى ثغر إسكندرية ووجدوا الصهاريج التي بها مشحوتة من الماء، قبلغ ملء كل كراز خمسة أنصاف، وذلك من كثرة الخلق الذين اجتمعوا هناك، ولا سيما لما دخل إليها عسكر ابن عثمان.

وأشيع أن السلطان سليم شاه لما دخل ثغر الإسكندرية، رسم بأن الجماعة الذين أتوا من مصر يسجنون في الخانات، وفي أبراج الإسكندرية إلى أن يتكاملوا، ثم يسافرون دفعة واحدة. فوضعوهم في الأبراج ونساءهم في الحانات، فقاسوا مشقة عظيمة بسبب ذلك.

وخرج في عقيب ذلك مقدم المماليك سنبل وسافر إلى اسطنبول ونائبه جوهر، وقيل توجه سنبل إلى بيت المقدس من بعد ذلك.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري جمادي الأولى خرج إلى السفر إسطنبول الشهابي أحمد ناظر الجيش وابن الجمالي يوسف ناظر الخاص، وحرج صحبته بدر الدين وأخوه كمال الدين، وخرج ناصر الدين العزي ويحيى بن الطنساوي موقع الدرج، وخرج جان بك دوادار طراباي.

وفي يوم الجمعة المقدم ذكره حضر السلطان سليم شاه من ثغر الإسكندرية، فكانت مدة غيبته في هذه السفرة خمسة عشر يوما ذهابا وإيابا، وقيل: إنه أقام بثغر الإسكندرية ثلاثة أيام لا غير. ودخل عليه من التقادم من مشايخ العربان بالغربية شيء كثير ما بين خيول وجمال وأبقار وغير ذلك. فلما حضر أتى إلى المقياس وشق من جهة الروضة بالمراكب، فانطلق له النسوان من الطيقان بالزغاريت.

وفي يوم السبت ثالث عشرية عشرض يونس باشا الذي قرر نائب السلطنة بمصر عسكر ابن عثمان ذلك اليوم، وأشيع أن ابن عثمان قد طرقته الأخبار الرديئة من عند الصفوي وأنه قد زحف على بلاده وملك منها عدة بلاد.

وفي يوم الجمعة تاسع عشري جمادى الأولى خرج إلى السفر إلى إسطنبول الشيخه زين العابدين ابن قاضي القضاة الشيخ كمال الدين الشافعي الطويل، فكثر عليه الأسف والحزن فإنه كان محببا للناس، وخرج زين الدين البتنوني ناظر المواريث أيضا وأخرون من مباشري المواريث. وخرج جماعة من الزردكاشية منهم يحيى بن يونس ومحمد العادلي المعروف بابن البدوية وزين الدين بن محمود الأعور وأحمد بن الهواري وآخون من صناع الزردخانة. وخرج إبراهيم مقدم الدولة وخرج جماعة من مباشري الخوشكانة.

وفي أثناء هذا الشهر توفي تقي الدين بن الطريني كاتب الشعير بالشؤون السلطانية، وكان لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>