للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنهم شمس الدين ابن روق وكان القاضي بدر الدين بن الوقاد أحد نواب الحنفية تعين إلى السفر إلى إسطنبول، فلما تحقق ذلك اختفى، وحصل على نقيب الجيش من الدفتردار ما لا خير فيه، وبهدله وهم بضربه لأنه كان ضامنه.

وفي يوم السبت ثاني الشهر، عرض السلطان سليم شاه عسكره ببر الجيزة، وعين منهم جماعة سافرون صحبته إلى ثغر الإسكندرية، وأشيع سفره إلى هناك.

وفي يوم الاثنين رابعة عدى ابن عثمان من المقياس إلى بر مصر العتيقة، وشق من جامع ابن طولون وطلع إلى القلعة، ثم عاد من يومه إلى المقياس وأقام به.

ومن الحوادث أن شخصا من نواب الشافعية قيل: عنه أنه زوج امرأة من نساء الأتراك لشخص من العثمانية، فظهر أنها لم تكمل عدة زوجها الدي مات، فدلس ذلك على القاضي الذي زوجها إلى العثماني فلما رفع أمرها إلى ابن عثمان أحضر ذلك القاضي ولم يقبل له عذرا، وبطحه وصربه ضربا شديدا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرسا في كروش البقر بروثه، وركبه على حمار مقلوبا، وأشهره في القاهرة، وكان قبل ذلك نادي السلطان في القاهرة بأن لا أحد من قضاة مصر بعقد عقدا لعثماني، ولا بزوجه بأحد من نساء الأتراك. وكذلك الشهود، وحرج عليهم في ذلك إلى الغاية، فلم يسمع له قضاة مصر شيئا من ذلك، وصاروا يزوجون العثمانية بنساء الأتراك الذين قتلوا في الحرب كما تقدم القول على ذلك.

وفي يوم الخميس سابع هذا الشهر يزل السلطان سليم شاه من المقباس في مراكب هو وجماعة وقصدوا التوجه إلى ثغر الإسكندرية وقيل: كان معه من فرسان عسكره ألف فارس، وتوجه يونس باشا من البر على تروجة بعسكر آخر يلاقيه من هناك.

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الأولى خرج أمير المؤمنين المتوكل على الله قاصدا السفر إلى إسطنبول، وخرج صحبته أولاد عمه خليل، وهما أبو بكر وأحمد، وخرج صحبته الناصري محمد بن العلائي علي بن خاص بك صهر الحليفة، وحرج الشرفي يونس ابن الأتابكي سودون العجمي، وآخرون من الأعيان، فتوجهوا إلى بولاق ونزلوا من هناك في المراكب ليتوجهوا إلى ثغر رشيد، فحصل للناس على فقد أمير المؤمنين من مصر غاية الأسف، وقالوا: قد انقطعت الخلفاء من مصر، وصارت بإسطنبول … وهذه من الحوادث المهولة.

ثم أن الخليفة عوم من بولاق إلى رشيد، ثم بعد ذلك وردت الأخبار بأن الخليفة مقيم بالمركب ببربولاق إلى يوم الثلاثاء تاسع عشرة، فعوم في أثناء ذلك اليوم من بولاق، وتوجه إلى رشيد. ثم بعد ذلك وردت الأخبار بأن الخليفة قد وصل إلى ثغر رشيد، وأقام

<<  <  ج: ص:  >  >>