للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نواب الشافعية، والقاضي بدر الدين البلقيني، نقيب قاضي القضاة الشافعي، والقاضي شهاب الدين بن الهيثمي، أحد نواب الحنابلة، والشريف البرديني الحنفي، وآخرون من نواب القضاة الأربعة.

وخرج في ذلك اليوم جماعة كثيرة من تجار الشرب والوراقين … منهم محمد المسكي الأسود. ومن تجار الباسطية شهاب الدين الخطيب الأسمر، ومن تجار خان الخليللي وغيره … وخرج يوسف الذي كان ناظر الأوقاف، وخرج ابن شقيرة التاجر الذي بمرجوش. ومن تجار الهرامزة وغير ذلك من التجار والأعيان من مشاهير الناس

فهؤلاء خرجوا في ذلك اليوم ثم تبعهم طائفة أخرى يأتي الكلام عليها. وكانت هذه الواقعة من أبشع الوقائع المنكرة التي لم يقع لأهل مصر قط مثلها فيما تقدم من الزمان. وهذه عبارة عن أسر المسلمين ونفيهم إلى إسطنبول.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشرية أشيع بين الناس أن ابن عثمان كان في أصبعه خاتم من الفضة وهو مرصود للمقابلة. وكان يتبرك به فسقط من أصبعه في البحر وهو في المقياس، فتأسف عليه غاية الأسف، وأحضر الغطاسين فغطسوا عليه عدة مرات فلم يجدوه في ذلك المكان. ويقال أن هذا الخاتم كان في ذخائر أجداد ابن عثمان حتى فقد منه.

وفي أواخر هذا الشهر أرسل ابن عثمان يقول لأمير المؤمنين: "اعمل برقك حتى تسافر إلى اسطنبول" فلما تحقق الخليفة ذلك اضطربت أحواله، وشرع في عمل برقة وقال: سافر أنت وأولاد عمك خليل وصهرك محمد بن خاص بك فلما بلغهم ذلك تنكدوا أجمعون.

وفيه نزل ابن عثمان بالرخام الذي فكه من القلعة، فوضعه في صناديق خشب ونزلوا به في المراكب لبتوجهوا به إلى إسطنبول.

ومن العجائب أن السلطان العوري ظلم أولاد ناظر الحاص يوسف وأخذ رخام قاعتهم التي تسمى بنصف الدنيا، وجعل ذلك الرخام في قاعة البيسرية، فسلط الله تعالى عليه بعد موته ابن عثمان، ولم ينتفع به أحد من بعده، والمجازاة من جنس العمل وقد خرج هذا الشهر على الناس وهم في أمر مريب مما جرى عليهم من ابن عثمان.

*****

وفي شهر جمادى الأولى، وكان مستهله يوم الجمعة، ففي ذلك اليوم خرج المقر العلائي على ابن الملك المؤيد أحمد ابن الملك الأشرف إينال، وكان تعين إلى السفر إلى إسطنبول، فخرج في ذلك اليوم، وخرج جماعة من الفقهاء وأعيان التجار ممن تعين إلى إسطنبول،

<<  <  ج: ص:  >  >>