وزراؤه يعدون إلى الروضة في كل يوم ويطالعونه بالأمور التي يفعلونها في الناس من خير أو شر.
وفي يوم الثلاثاء سابعة توفيت ابنة الأمير يشبك ابن مهدي أمير دوادار، وهي زوجة قاني باي أمير آخور كبير، وقاست قبل موتها شدائد ومحنا، وصودرت غير ما مرة من السلطان الغوري، ومن ابن عثمان أيضا، واستمرت مختفية حتى ماتت. وكانت من أعيان الستات في سعة من المال، وكانت لا بأس بها.
وفيه خلع السلطان على شخص من العلماء، يقال له الشيخ شمس الدين بن يس الطرابلسي، وقرره في قضاة الحنفية عوضا عن محمود بن الشحنة بحكم قتله كما تقدم وفيه وقعت كائنة عظيمة لخوند ابنة المقر أقبردي الدوادار، وهي زوجة السلطان طومان باي، وذلك أنه كان عندها جارية بيضاء جركسية رقاصه، فهربت من عندها وتوجهت إلى بعض وزراء ابن عثمان، فعرفته بمكان حاصل سيدتها، فتوجهوا إليه ونقلوا كل ما كان فيه من بشاحين زركش وعنبر ومقاعدة سمور ووشق وحياضات ذهب ولؤلؤ وجوهر مرصع وكوامل ذهب، وغير ذلك من الأمتعة الفاخرة، وأواني بلور وأواني فضة ونحاس مكفت بالذهب، وصيني موشى بلازورد وغير ذلك. فنقلوا جميع ما كان لها في الحاصل، فذهب لها أشياء كثيرة بنحو خمسين ألف دينار، وما قنع بن عثمان بذلك، فصادرها وقرر عليها وعلى والدتها بنت العلاني علي بن خاص بك عشرين ألف دينار. وقيل: أكثر من ذلك القدر، فحصل لها ولوالدتها الضرر الشديد، وفاستا شدائد عظيمة ومحنا وبهدلة وتهديدا بالقتل، وما جرى عليهما خير.
وفي يوم الجمعة سابع عشرة رسم الدفتردار بإخراج طائفة من اليهود ممن كان تعين إلى السفر إلى إسطنبول، فخرجوا في ذلك اليوم جملة واحدة، فنزلوا في المراكب وتوجهوا إلى ثغر الإسكندرية إلى أن يمضوا إلى إسطنبول … فأخذوا نساءهم وأولادهم ومضوا. وفي عقيب ذلك خرجت طائفة من البنائين والمهندسين والنجارين والحدادين والمرخمين والمبلطين، وفيهم البعض من النصارى وطائفة من الفعلة، وذلك بسبب المدرسة التي أراد ابن عثمان أن ينشئها بإسطنبول مثل مدرسة السلطان الغوري. وأشيع أنه أرسل طائفة من المغاربة أيضا تقوم بإسطنبول.
وفي يوم السبت ثامن عشرة خرج إلى السفر لإسطنبول طائفة أخرى من نواب القضاة والشهود فمنهم القاضي شمس الدين الحلبي أحد نواب الشافعية، وقد قاسى من العثمانية غاية البهدلة من الضرب والصك، وأنزلوه المركب على رغم أنفه، ومنهم الزيني زين الدين الشرنقاشي، أحد نواب الحنفية، والقاضي شمس الدين بن جمال الدين الأثميدي، أحد