القلعة: شيء على بغال، وشيء على حمير وشيء مشاة. وهم في جنازير وعليهم كبوره عتق، وعلى رؤوسهم كوافي بغير شاشات. وقيل كان فيهم من الأمراء المقدمين سبعة، وهم: أركماس أمير سلاح، وأنص باي أمير آخور، وتمر رأس نوبة النوب، وطقطباي حاجب الحجاب، وتاني بك الخازندار أحد الأمراء المقدمين، وتاني بك النجمي أحد الأمراء المقدمين، وقانصوه أبو سنة أحد الأمراء المقدمين.
وأما الأمراء الطبلخانات فهم قاني بك رأس نوبة ثاني ومصر باي الأقرع، والماس والي القاهرة، ومامي الصغير المحتسب، ويوسف الأشرفي الزردكاش الثاني. وآخرون من الأمراء الطبلخانات لم تحضرني أسماؤهم الآن.
وأما الأمراء العشراوات فجماعة كثيرة لم تحضرني أسماؤهم. فكان مجموع هؤلاء الأمراء المقدم ذكرهم أربعة وخمسين أميرا ما بين مقدمي ألوف وغير ذلك. فلما مثلوا بين يدي السلطان سليم شاه، وبخهم بالكلام، ثم أمر بضرب أعناقهم أجمعين فضرب أعناقهم في الوطاق الذي ببركة الحبش، وذلك في يوم السبت خامس ربيع الأول. وصارت أجسادهم مرمية على الأرض تنهشهم الكلاب بالنهار، والضباع والذئاب بالليل وصارت المرأة من نساء الأمراء المقدمين تبرطل المشاعلية بمال له صورة حتى يمكنوها من نقل جثة زوجها فتحضر له تابوتا وحمالين يحملونه من بركة الحبش إلى المدينة، فتغسله وتكفنه وتدفنه في تربته إن كان له تربة وتركت جثث البقية هناك مرمية تنهشها الكلاب.
وكانت هذه الكائنة من أعظم الكوائن في حق الأمراء. وقد ظهروا بالأمان لابن عثمان، ثم غدرهم وقتلهم، فكان لا يثق أحد له بالأمان، وليس له قول ولا فعل.
وقيل كان سبب قتل هؤلاء الأمراء أن السلطان طومان باي لما قتل قاصد ابن عثمان وجماعة من عسكره الذين توجهوا صحبة القضاة الأربعة، لما طلب طومان باي الأمان من ابن عثمان، فلما فعل ذلك طومان باي علم ابن عثمان أنه قد أبى من الصلح، فقتل هؤلاء الأمراء ظلما بعد أن أعطاهم الأمان وكان ذلك من شدة غيظه وحنقه وقد قلت في هذه الواقعة.
جل الذي أفنى عساكر مصرنا … من دولة أتراكها من جركس
وأتت إلينا دولة عوجاء من … أولاد عثمان ذوي الفعل المسي
قتلوا أكابرنا بأيسر حيلة … عملت عليهم لا بأسهام القسى