للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة جاءت الأخبار من بلاد الصعيد بأن السلطان طومان باي قويت شوكته، والتف عليه جماعة كثيرة من العربان، واجتمع عنده من الأمراء والعسكر الجم الكثير.

وأشيع أنه وصل إليه من ثغر الإسكندرية زردخاناه ما بين نشاب وقسي وبارود. فلما تحقق السلطان سليم شاه ذلك أخذ حذره من الملك الأشرف طومان باي، وصار على رأس أهل مصر طيرة مما جرى عليهم في الواقعة التي كانت بالصليبة، فخشوا من مثل ذلك.

*****

وفي صفر وكان مستهله يوم الأحد، في يوم الثلاثاء ثالثة حضر العلائي على ناظر الحواص، وكان قد توجه إلى ثغر الإسكندرية، فلما حضر صحبته جماعة من المماليك الجركسة كانوا هناك، فأحضرهم في زناجير. ثم أشيع بعد ذلك أن ناظر الخواص كان قد توجه إلى … (١) ويقول لهم سبحان الله إن كنتم نسيتونا فنحن ما نسيناكم. وأرسل يعتب عليهم ويتحرش بهم.

ثم بعد أيام أشيع أن طومان باي أرسل يقول لابن عثمان: "إن كنت تروم أن أجعل الخطبة والسكة باسمك، وأكون أنا نائبا عنك بمصر، وأحمل إليك خراج مصر حسبما يقع الاتفاق عليه بيننا من المال الذي أحمله إليك في كل سنة، فارحل عن مصر أنت وعسكرك إلى الصالحية، وصن دماء المسلمين بيننا، ولا تدخل في خطيئة أهل مصر من كبار وصغار وشيوخ ونساء، وإن كنت ما ترضى بذلك أخرج ولاقني في بر الجيزة، ويعطى الله النصر لمن يشاء منا".

فلما وقف السلطان سليمان شاه على مطالعة السلطان طومان باي، أرسل خلف أمير المؤمنين والقضاة الأربعة، وأحضر جماعة من وزرائه، وكتب بحضرتهم صورة حلف إلى السلطان طومان باي، وكتب ابن عثمان خطه عليها، ووقع الاتفاق في القلعة على أن الخليفة والقضاة الأربعة يتوجهون إلى السلطان طومان باي بذلك الحلف على أيديهم.

ثم إن ابن عثمان خلع على القضاة الأربعة خلعا سنية وقال لهم: "انزلوا في هذا الوقت واعملوا برقكم حتى تتوجهوا إلى طومان باي نحو الصعيد". فنزلوا من القلعة على ذلك.

ثم أن الخليفة امتنع من التوجه إلى السلطان طومان باي، وقال: أنا أرسل دواداري برد بك إلى طومان باي صحبة القضاة الأربعة. وأشيع أن المطالعة التي أرسلها طومان باي إلى ابن عثمان ذكر في ذليها: "ولا تحسب أني أرسلت أسألك في أمر الصلح عن عجز،


(١) - بياض بالاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>