ومن الأمراء الطبلخانات الأمير مصر باي الأقرع، والأمير قاني بك رأس نوبة ثاني، والأمير يشبك الفقيه دوادار السلطان طومان باي، وكان مختفيا في الجامع الأزهر فطلع بالأمان.
وظهر من الأمراء العشراوات نحو أربعين أميرا وأكثر من ذلك وآخرون من الخاصكية.
فلما ظهروا واجتمعوا في المدرسة الغورية احتاط بهم جماعة من العثمانية، ثم مضوا بهم إلى الوطاق وأرادوا أن يخونوهم. فلما قابلوا السلطان سليم وبخهم بالكلام وبصق على وجههم، وذكر لهم ظلمهم وما كانوا يصنعون، ثم رسم لهم بأن يطلعوا إلى القلعة، ويقيموا بها محتفظا بهم فطلعوا إلى القلعة.
وفيه أشيع أن جان بردي الغزالي أرسل بطلب الأمان من السلطان سليم شاه، وقد وصل إلى الخانقاه وصحبته جماعة من المماليك الجراكسة الذين هربوا بعد الكسرة، فأرسل له السلطان سليم شاه أمانا.
وفيه أشيع أن السلطان طومان باي لما هرب من الواقعة التي كانت بالصليبة ظهر بعد ذلك أنه توجه إلى البهنسا وأقام بها، فلما ضجر من الذي قاساه من الحروب والشرور، أرسل القاضي عبد السلام قاضي البهنسا ليطلب له الخليفة الأمان من السلطان سليم شاه.
وفيه أشيع أن العثمانية هجموا على مقام الإمام الشافعي ﵁ ونهبوا ما فيه من البسط والقناديل في حجة المماليك الجراكسة، وكذلك مقام الليث بن سعد أيضا نهبوا ما فيه.
وفي يوم الثلاثاء، ثامن عشر المحرم، دخل جا بردي الغزالي القاهرة وعلى رأسه منشور فيه أمان من السلطان سليم شاه، فتوجه إليه وهو في الوطاق وقابله هناك. وكان الغزالي لما انكسر السلطان طومان باي في الريدانية أشيع أنه هرب إلى عكة، وقيل:
إلى غزة، ومعه جماعة من المماليك الجراكسة. وكان جان بردي الغزالي متواطئا مع ابن عثمان في الباطن من أيام الغوري. وكان سببا لكسرة العسكر في مرج دابق هو وخاير بك نائب حلب، وانهزما قبل العسكر، وأشاعا الكسرة على عسكر مصر.
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر المحرم، أشيع أن امماليك الذين ظهروا صحبة الغزالي رسموا عليهم، وقيل سجنوهم بالقلعة، وكانوا نحو أربعمائة مملوك، وقد ظهروا بالأمان من ابن عثمان. فلما ظهروا قبض عليهم وغدر بهم، وكان من عادته يعطي الأمان للأمراء والمماليك ثم يغدر بهم في الجال، فكان لا يثق أحد منه بالأمان.