للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاد وصار جماعة من الفلاحين إذا أتاهم قاصد من باب أستاذهم يقولون ما نقدر نعطي خراجا حتى ياتبين لنا أن البلاد لكم أو لابن عثمان، فنبقى نورد الخراج مرتين. وقد اضطربت الأحوال برا وبحرا والأمر إلى الله تعالى.

وفي ذلك اليوم إشيع بين الناس أن السلطان رسم بتغريق القاصد الذي حضر من عند ابن عثمان، وقد تقدم ذكر ذلك، فأشيع أنهم أغرقوه ومن معه من العثمانية تحت الليل

هكذا أشيع.

وفيه ابتدأ السلطان بتفرقة الأضحية على العسكر ولم يعط المماليك الذين كانوا صحبة الغزالي وانكسروا، فقال لهم السلطان: أنتم هربتم ولم تقاتلوا شيئا، وخنتم الأمراء حتى انكسروا.

وفيه أشيع بين الناس أن أوائل عسكر ابن عثمان قد وصل إلى قطيا، وقد تملكوا القلعة التي بالطينة، وهرب من كان بها من أولاد الناس القاطنين بها. وقيل لم يثبت أمر هذه الإشاعة.

وفي يوم السبت عاشره كان عيد النحر فخرج السلطان وصلى صلاة العيد، وطلع الأمراء بالشاش والقماش على جاري العادة وكان موكب العيد حافلا، لكن كان الناس في غاية الوجل والخوف من ابن عثمان. وقد بلغ الناس أن أوائل عسكره وصل إلى قطيا، ولا سيما ما بلغ الناس مما فعله عسكر ابن عثمان بأهل غزة من القتل والنهب وسبي النساء وقتل الأطفال، كما أشيع ذلك.

وفي يوم الاثنين ثاني عشرة أخرج السلطان الزردخاناه الشريفة التي يخرجها صحبة العسكر، فجلس بالميدان وانسحبت قدامه العجلات الخشب التي كان صنعها بسبب التجريدة، فكانت عدتها مائة عجلة وتسمى عند العثمانية عربة، وكل عربة منها يسحبها زوج أبقار، وفيها مكحلة نحاس ترمى بالبندق الرصاص … فنزل السلطان من المقعد وركب وفي يده عصا، وصار يرتب العجلات في مشيها بالميدان، ثم انسحب بعد العجل مائتا جمل محملة طوارق نحو ألف وخمسمائة طارقة، ومحملة أيضا بارودا ورصاصا وحديدا ورماح خشب، وغير ذلك. وقدام العجلات أربعة طبول وأربعة زمور. وقدامها من الرماة نحو مائتي إنسان ما بين تركمان ومغاربة، وبأيديهم صناجق بعلبكي أبيض وكندكي أحمر، وهم يقولون: الله ينصر السلطان. وجماعة من النفطية ما بين عبيد وغيرهم يرمون بالنفط قدام العجلات.

وركب قدامها الأمير مغلباي الزردكاش الكبير، ويوسف الزردكاش الثاني، وجماعة من الزردكاشية، وعبد الباسط ناظر الزردخاناه، والشهابي أحمد بن الطولوني، وقدامهم

<<  <  ج: ص:  >  >>