للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا اليوم أفرج السلطان عن الأمير قانصوه الأشرفي الذي كان نائب حلب، وسلم القلعة إلى ابن عثمان من غير قتال ولا محاصرة. فتغير خاطر السلطان عليه بسبب ذلك وسجنه في البرج بالقلعة، فأقام به مدة ثم أفرج عنه في ذلك اليوم.

وفي يوم الاثنين خامسه دخل الأمراء والعسكر الذين توجهوا إلى غزة وانكسروا من عسكر ابن عثمان، فدخل جان بردي الغزالي وأرزمك الناشف وبعض أمراء عشراوات، ودخل العسكر وهم في أنحس حال مما جرى عليهم من النهب والقتل، أنحس من المرة الأولى … فدخل بعض المماليك السلطانية وهم راكبون على حمير، وبعضهم على جمال، وقد نهب قماشهم وخيولهم وسلاحهم، ولم يسلم من القتل إلا من كان في أجله مدة. وذكروا عن ابن عثمان أن مع عسكره رماحا بكلاليب يخطفون بها الفارس عن فرسه ويلقونه على الأرض. وذكر جان بردي أنهم رموه على الأرض ولولا غلمانه قاتلوا عنه العثمانية لكانوا حزوا رأسه مثل الأمير خدا بردي الذي قتل.

وحكوا عن عسكر ابن عثمان أنهم مثل الجراد المنتشر، لا يحصى عددهم، وأن معهم رماة بالبندق الرصاص على عجلات خشب تسحبها أبقار وجاموس في أول العسكر، وحكوا عنهم أشياء كثيرة من هذا النمط.

وحضر الأمير دولات باي نائب غزة الذي كان بها. وحضر أيضا الأمير بخشباي الذي كان مشد الشون، أخو الأمير كرنباي الذي كان والي القاهرة، وكان أشيع موته في الواقعة التي وقعت في مرج دابق، فظهر أنه في قيد الحياة، وكان محتفيا عند العرب، فحضر في ذلك اليوم، وحضر أيضا شخص من الأمراء العشراوات يقال له قرقماس الرحبي، وكان أشيع موته في الواقعة التي كانت في مرج دابق، فظهر أنه في قيد الحياة، وحضر أيضا جماعة كثيرة كان أشيع موتهم، فظهر أنهم في قيد الحياة.

فلما طلع الأمير جان بردي الغزالي والأمير أرزمك الناشف إلى القلعة ألبسهما السلطان سلاريات بسمور ونزلا إلى منزلهما. وقد فرح كل واحد من الناس بسلامتهما لأنهما فرسان الإسلام، فدقت لهما البشائر على أبواب دورهما.

فلما حضر الغزالي ومن معه من الأمراء والعسكر، ظهر أمر من قتل من الأمراء العشراوات والعسكر والغلمان، فصار في كل حارة نعي مثل أيام الفصول.

وفي ذلك اليوم نادى السلطان للعسكر بأن أول النفقة يوم الثلاثاء سادسه، فلما طلع النهار بادر العسكر بالطلوع إلى القلعة فابتدأ السلطان بتفرقة النفقة على العسكر، فأعطى لكل مملوك خمسة وعشرين دينارا، وأعطاهم ثمن الأضحية على العادة، وكان أولا سألهم بأن يعطيهم ثلاثين دينارا كل مملوك فأبوا ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>