للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه من المال، فتوجه إلى بيته وهو في غاية الذل بعد ما زينت له حارته في سويقة اللبن، وتخلقت جماعته بالزعفران فنزل عليهم خمدة بسبب ذلك.

وفي يوم الأحد حادي عشرية، خلع السلطان علي شرف الدين بن عوض وقرره في استادارية الذخيرة عوضا عن ابن موسى بحكم انفصاله عنها.

وفي يوم الاثنين ثاني عشرية نادى السلطان للعسكر بأن يوم الثلاثاء أول النفقة.

وفيه وردت الأخبار من الهند بأن المراكب التي كان أرسلها السلطان الغوري قد غرقت بما فيها من مكاحل ومدافع وآلات السلاح وغير ذلك، وأنه قد وقع بين الرئيس سليمان العثماني وبين الأمير حسين نائب جدة، وأن كلا منهما توجه إلى جهة من جهات الهند.

وفيه خلع السلطان على شخص من الأتراك يقال له قجماس - وكان شادا في بنها العسل - وقرره في كشوفية الشرقية، وأبطل من كان قرر بها.

وفيه أنفق السلطان على العسكر المعينين للتجريدة، فأعطي لكل مملوك خمسين دينار، فردوها عليه وقالوا: "بق، بق"، وخرجوا من باب الحوش على حمية، وقصدوا أن ينشئوا فتنة، فأشار بعض الأمراء على السلطان بأن يرضيهم، وأن ينفق عليهم كل واحد مائة دينار على جاري العادة. فاسترد من خرج من العسكر على غير رضا، ثم لما ردوا أنفق لكل مملوك مائة دينار وجامكية ثلاثة شهور عبارة عن مائة وعشرين دينارا لكل مملوك.

فأنفق في ذلك اليوم على أربع طباق، وأشيع أن هذا العسكر لما يخرج يقيم في غزة هو والأمراء ويحرسون المدينة إلى أن تخرج التجريدة الكبيرة بعد الربيع.

وفيه أرسل السلطان بالقبض على جماعة من الأروام الذين كانوا في خان الخليلي، وقد بلغه عنهم أنهم يكاتبون ابن عثمان بما يقع في مصر من أمور المملكة، وعندهم جواسيس لابن عثمان، فأرسل بالقبض عليهم ووضعهم في الحديد.

وفيه أشيع أن السلطان طلب ابن عثمان الصبي الصغير الذي يقال له قاسم بن أحمد بك ابن عثمان الذي توجه مع السلطان الغوري إلى التجريدة، فلما انكسر العسكر رجع مع الأمراء إلى مصر، فبلغ السلطان أن جماعة يقصدون قتله، فخاف عليه السلطان من القتل … فطلع به إلى القلعة وأسكنه في مكان بالبحرة ورتب له ما يكفيه في كل يوم هو وجماعته.

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة الشرفي يحيى ابن الأتابكي أزبك بن ططخ، وكان مقيما بحماة، فلما ملكها ابن عثمان فر منها وجاء إلى مصر من البحر المالح من جهة طرابلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>