فلما رأى السلطان ما قد حل به توقف عما كان فيه من أذى ابن موسى … ثم إن ابن موسى قال أنا أثبت في جهة ابن الصائغ مائتي ألف دينار، وقال للأمير علان. أرسل خلف ابن الصائغ وضعه في الحديد حتى يعمل حسابه. فلما حضر ابن الصائغ وضعه الأمير علان في الحديد حتى يقيم حسابه مع ابن موسى.
وأما ما كان من أمر الشيخ أبي السعود، فإنه لما فعل بابن موسى ما فعل قامت عليه النائرة والأشلة وأنكر عليه الناس والفقراء، وقالوا: ايش للشيخ شغل في أمور السلطنة؟ واستقلت الناس به ولم يشكره أحد على ما فعله بابت موسى.
وفي يوم الأحد رابع عشرة طلعت إلى القلعة خوند بنت اومير أقبردي الدوادار، وهي زوجة السلطان وأمها بنت خاص بك أخت خوند زوجة الأشرف قايتباي. فطلعت وقت صلاة الصبح بالفوانيس والمشاعل، ومعها الجم الكثير من الخوندات والستات وأعيان ساء الأمراء والمباشرين. فاستمرت في موكبها حتى طلعت إلى القلعة ودخلت إلى قاعة العواميد. فحمل الأمير بشير الطواشي رأس نوبة الستارة على رأسها القبة والطير، حتى جلست على مرتبتها، وكان لها يوم مشهود بالقلعة.
وفي يوم الأحد عرض الأمير علان الدوادار ابن موسى، وابن الصائغ وكان قرر على ابن موسى عشرين ألف دينار، وأن يورد منها على الجامكية عشرة آلاف دينار، فلم يورد منها شيئا فبطحه على الأرض. وضربه نحو عشرين عصا، فوعد أنه يورد ذلك القدر.
ثم طلب أحمد بن الصائغ وضربه فوق أربعمائة عصا حتى كاد أن يهلك، وأشيع بين الناس موته.
وفي يوم الخميس ثامن عشرة لم يخرج المحمل من القاهرة ولم يحج أحد من الناس قاطبة بسبب فتنة ابن عثمان، وأشيع أنه يرسل جماعة من عسكره إلى مكة المشرفة وصحبتهم كسوة إلى الكعبة، فلم يثبت ذلك.
ثم إن السلطان أرسل الطواشي مرهف من البحر المالح وصحبته كسوة الكعبة المشرفة والصرر لأهل مكة المشرفة والمدينة. فتوجه إلى الطور ونزل من هناك إلى البحر.
وفي يوم الجمعة تاسع عشرة أشيع أن الشيخ أبا السعود أرسل خلف ابن موسى وفكه من الحديد وأظهر أنه قد رضي عليه، وصار يتصرف في أمور المملكة من عزل وولاية، فأنكر عليه الناس ذلك.
وفي يوم السبت عشرية طلع الزيني بركات بن موسى إلى السلطان على أنه بعيدة إلى وظائفه فلم يلتفت إليه، ونزل من عنده بعير طائل وهو في التوكيل به حتى يغلق ما قرر