للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير علان الدوادار الكبير … فلما حضر قال له ضعه في الحديد، واطلع وشاور السلطان عليه وأعلمه بأنه يؤذي المسلمين.

فلما طلع الأمير علان وشاوره في أمر ابن موسى وما جرى له مع الشيخ أبي السعود، أرسل السلطان يقول للشيخ أبي السعود: مهما اقتضاه رأيك فيه فافعله. فلما ورد الجواب على الشيخ بذلك أمر باشهار ابن موسى في القاهرة ثم يشنقونه على باب زويلة. فأخرجوا ابن موسى من زاوية الشيخ التي في كوم الجارح وهو ماش مكشوف الرأس بكبر طاق وهو في الحديد ينادي عليه: "هذا جزاء من يؤذي المسلمين". فتوجهوا من كوم الجارح إلى ساحل مصر العتيقة وهم ينادون عليه إلى أن وصل إلى بيت الأمير علان الدوادار الذي بالناصرية … فأراد أن يوقع فيه بشنق أو تغريق. ثم عاودوا الشيخ في أمره بأن عليه مالا للسلطان ومتى شنق ضاع على السلطان ماله، فعفا الشيخ عنه من القتل، واستمر ابن موسى عند الأمير علان وهو في الحديد حتى يكون من أمره ما يكون. وكانت واقعة مهولة بين ابن موسى والشيخ أبي السعود، وقد أشرف ابن موسى في هذه الكائنة على الهلاك. وقد قلت في هذه الواقعة:

تعجبوا مما جرى في الوجود … بين ابن موسى كان وأبي السعود

تشاجر قد طال ما بينهما … واشتعلت نيرانه بالوفود

فصرح الشيخ بعزلانه … وأكد القول بألا يعود

ويغلب الله على أمره … ويرغم القاهر أنف الحسود

ليت شعري ذا الهبوط الذي … نال ابن موسى بعده من صعود

ولما جرى لابن موسى ما جرى، ظهر غريمه شهاب الدين بن الصائغ، وكان يسعى عليه في أيام الغوري. فلما وقعت هذه الكائنة لابن موسى انتدب إلى مرافعته ابن الصائغ وقال: أنا أثبت في جهة ابن موسى للسلطان مائة ألف دينار.

ثم إن ابن الصائغ توجه إلى بيت ابن موسى وصحبته طواشية وقواسة وجماعة كثيرة، وكبس على نساء ابن موسى، وقبض عليهن ونهب ما في بيوتهن من قماش وأمتعة.

وقبض على عبيده وغلمانه وحاشيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>