السلطان أنعم علي أمير المؤمنين يعقوب لما بايعه بالسلطنة بحصة ونصف وثلث في منشية دهشور، فأنعم عليه في ذلك اليوم بما ذكرناه.
وفي يوم السبت تاسع عشرية طلع ناظر الخاص بخلع العيد وعرضها على السلطان وهي مزفوفة على رءوس الحمالين.
وفي يوم الأحد سلخ هذا الشهر حضر الناصري محمد ابن بلباي المؤيدي حاجب ميسرة بدمشق وأخبر بأن سليم شاه بن عثمان قد ملك مدينة دمشق وملك قلعتها، وقتل علي باي الأشرفي نائب القلعة، وقتل ستة وثلاثين أميرا من أمراء دمشق غير من وجده من الرعية بالشام.
وحضر ابن بلباي هذا وهو في زي العرب ببشب وزنط على رأسه. فلما أشيعت الأخبار في القاهرة بأن ابن عثمان ملك الشام صارت الناس في أمر مريب بسبب ذلك، وقالوا ما بقي بعد أخذ الشام إلا مصر، وجزموا بهذا الأمر. وعول بعض الناس على الهروب إلى جهة الصعيد … فتنكد السلطان والأمراء والناس قاطبة لها الخبر، ولا سيما أنها ليلة عيد الفطر، والناس جرحهم طري بسبب موت السلطان وكسرة العسكر، والأشلة قائمة بسبب من قتل من العسكر، وقد قلت:
يا ابن عثمان كف عن أخذ مصر … بلد شرفت بخير أمام
حبرنا الشافعي قطب ولي … نجل إدريس عمدة الإسلام
هي تدعى كنانة من غزاها … قصم الله ظهره بالحسام
*****
وفي شوال، وكان مستهله يوم الاثنين، صلى السلطان صلاة العيد، وخلع على الأمراء ومن له عادة فخطب بالسلطان في ذلك اليوم الشرقي يحيى ابن البرديني، وكان موكب العيد حفلا.
وفي يوم الجمعة خامسه، الموافق لرابع هاتور القبطي، قلع السلطان البياض ولبس الصوف، وقد عجل بلبس الصوف.
وفيه توفي الأمير جانم الإبراهيمي أحد الأمراء الطبلخانات.