للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مال المصادرة، وأفرج عن ولده شمس الدين وأخيه نجم الدين، وأفرج عن صلاح الدين ابن كاتب غريب ابن أخي أبي الفضل، وأفرج عن المعلم شنشو اليهودي الذي كان يهوديا وأسلم وقد تقدم سجنه، وأفرج عن المعلم يعقوب الصائغ معلم دار الضرب، وأفرج عن جماعة كثيرة من العمال والفلاحين وغيرهم، حتى أفرج عن النساء اللاتي كن بالحجرة، وعمن كانوا في السجون من الأعيان. ولم يبق في السجون غير أصحاب الجرائم ومن عليه دم قديم. وقطع أيدي جماعة وأطلقهم، ثم وسط جماعة من المجرمين منهم شخص يقال له: عبد القادر أبو دية وآخرون منهم، وقطع أيدي جماعة من الحرامية، وأفرج عن القاضي صلاح الدين بن أبي السعود ابن القاضي إبراهيم بن ظهيرة قاضي قضاة مكة، وكان له مدة وهو في الحديد في بيت الزيني بركات بن موسى في الترسيم، وأقام على ذلك مدة طويلة حتى أفرج الله عنه، وكان سبب ذلك شخص يقال له: إبراهيم السمرقندي ترافع معه عند السلطان حتى قال: إنه لقي خبيئة بمكة فيها مالك ثير، وأرسل السلطان أحضره على غير صورة مرضية من مكة، ولما حضر قال له: "المال الذي لقيته أحضره لي" فأنكر ذلك فوضعه السلطان في الحديد وسلمه إلى الزيني بركات، فأقام عنده في الترسيم في الحديد مدة طويلة بغير ذنب.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشره خلع الأمير الدوادار على الشهابي أحمد بن المنذري حسن بن الطولوني وأعاده إلى وظيفته معلم المعلمين، وكان السلطان أخرجها عنه وجعل جمال الدين الألواحي بواب الدهيشة متكلما في المعلمية عوضة عن ابن الطولوني.

وفيه رسم الأمير الدوادار نائب الغيبة بإشهار المناداة في القاهرة بأن جميع المكوس الحادثة بطالة، وتجري على ما كانت عليه أيام الأشرف قايتباي من غير زيادة على ذلك، فارتفعت له الأصوات بالدعاء.

وفي ذلك اليوم شق الزيني بركات بن موسى القاهرة، وسعر جميع الأسعار، حتى الكنافة سعرها بدرهمين الرطل، وكانت بأربعة دراهم كل رطل، وسعر الأجبان واللحوم.

وفي أثناء ذلك الشهر فتح سد أبي المنجا، وكان النيل يومئذ في عشرين ذراعا، ووافق ذلك ثاني عشري توت أول الشهور القبطية. وكان الأمير الدوادار في مدة غيبة السلطان يركب في كل يوم ويسير نحو المطرية، فإذا رجع يدخل من باب النصر ويشق من القاهرة وقدامه الأمراء المقدمون الذين تخلفوا بمصر، والجم الكثير من العسكر. فيشق القاهرة وقدامه السعادة والعبيد النفطية ومماليكه متقلدون بالسيوف وبأيديهم رماح بسطفات

<<  <  ج: ص:  >  >>