للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآن. وقتل بعد الواقعة بحلب عبد الكريم الأدمي مستوفي الزردخاناه، وقتل ابن على الزردي.

ومن هنا نرجع إلى أخبار القاهرة بعد هذه الواقعة، فإنه لما ورد كتاب الأمير علان الدوادار الثاني بما وقع من هذه الأمور المهولة في تلك الواقعة وقتل الأمراء والأعيان والقضاة، قام العزاء والصراخ في بيت الأتابكي سودون العجمي وكان أميرا دينا خيرا لين الجانب، وكان يعرف بسودون بن جاني بك وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي وولي عدة وظائف سنية منها إمرية مجلس، وإمرية سلاح، والأتابكية، واصطلى الحرب وأظهر الفروسية في هذه الواقعة، واستمر يقاتل حتى قتل على ظهر فرسه رحمة الله عليه.

وقام نعي السلطان في ذلك اليوم، ونعي الأمراء والأعيان الذين قتلوا وصار في كل حارة وزقاق وشارع من القاهرة صراح وبكاء بسبب من قتل من العسكر وغيرهم، ورجت القاهرة وضجت الناس واضطربت الأحوال وكثر القال والقيل.

وفي يوم الأحد سابع عشر شعبان وردت الأخبار على الأمير الدوادار بأن عربان بني عطية والنعائم نهبوا ضياع الشرقية وأخذوا منها نحو أربعمائة رأس غنم من غنم السلطان والدوادار ودخلوا وادي العباسة، ولما بلغ الأمير الدوادار ذلك صلى الظهر ثم ركب وخرج إليهم وصحبته خمسمائة مملوك، فكبس عليهم، فهربوا من وجهه وغنموا ما نهبوه من الأموال والمواشي والغلال وغير ذلك، فرجع الأمير الدوادار إلى داره.

وفيه خلع الأمير الدوادار علي الزيني بركات ابن موسى، فشق القاهرة وأشهر النداء بالأمان والاطمئنان وأن المشاهرة والمجامعة بطالة، وجميع المظالم الحادثة بطالة، وأن الزيني بركات بن موسى على عادته ولا يحتمي عليه أحد، وقد تضاعفت حرمته، ونفذت كلمته فوق ما كان، واجتمع معه عدة وظائف سنية، وصار هو المتصرف في جميع أمور المملكة ليس على يده يد.

وفي يوم الاثنين ثامن عشره أنفق الأمير الدوادار الجامكية على العسكر الذين في القاهرة، فجلس الأمير طقطباي نائب القلعة عند سلم المدرج، وأنفق الجامكية هناك، والإشاعات فاشية بموت السلطان، والأحوال مضطربة.

وفيه رسم الدوادار بعرض من في السجون حتى النساء اللاتي بالحجرة، فلما عرضوا عليه أفرج على جماعة كثيرة منهم جان بك دوادار الأمير طراباي، وكان له مدة وهو في السجن بالمقشرة بسبب المال الذي تبقى عليه من حين كان متحدثا في نظر الديوان المفرد، وأفرج عن القاضي بدر الدين بن ثعلب قاضي أسيوط، وكان له مدة في المقشرة على بقايا

<<  <  ج: ص:  >  >>