الكافيجي، والشيخ سيف الدين وآخرين من علماء الحنفية. وكان إمام الأشرف قايتباي، ورأى في أيامه غاية العز والعظمة، وولي عدة وظائف سنية منها أنه ولى مشيخة أم السلطان التي في التبانة، ومنها استفاء الصحبة، ثم ولي قاضي قضاة الحنفية مرتين، ثم ولي مشيخة المدرسة الأشرفية وقاسى محنا وشدائد من الأشرف. وكان بشوش الوجه عنده رقة حاشية ولطافة، غير كثيف الطبع ومات وهو في عشر الثمانين، وعاش سعيدا ومات شهيدا، وكان في أرغد عيش من المال والجاه. وكان سبب موته أنه كان ساكنا على بركة الفيل فنزل يتوضأ على سلم القيطون وفي رجله قبقاب، فزلقت رجله بالقبقاب، فوقع في البركة وكانت في قوة ملئها أيام النيل، ولما وقع ثقلت عليه الثياب فمات من وقته رحمة الله عليه ومات شهيدا.
وفيه خلع الأمير الدوادار على شخص من الخاصكية يقال له: قجماس وقرره في كشف المنوفية عوضا عن قانصوه الذي كان بها.
وفيه جاءت الأخبار من حلب بوفاة شمس الدين محمد بن ناشي شيخ سوق الكتبيين، وكان مقربا عند السلطان، وقد حاز عدة وظائف سنية.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة الأمير يوسف الشهير بالمقطش الذي كان نائب صفد وعزل عنها ثم توفي بحلب. وأشيع وفاة أبرك الذي كان كاشف إقليم الجيزة وكان من الأمراء العشراوات. وأشيع وفاة جماعة كثيرة كانوا صحبة السلطان بسبب وخم حصل لهم. فمات في غزة وفي الشام وفي حلب من الأمراء العشراوات والخاصكية والغلمان وغير ذلك ما لا يحصى عدده ماتوا من كثرة الأوخام التي كانت معهم بطول الطريق.
وفيه جاءت الأخبار بصحة ما تقدم ذكره. وأن السلطان لما كان بحلب أنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء منهم الأمير يوسف الناصري شاد الشرابخاناه، ومنهم طراباي بن يشبك نائب صفد، ومنهم قانصوه أستادار الصحبة، ومنهم قانصوه الأشرفي نائب قلعة حلب، ومنهم تمراز نائب طرابلس، وآخرون. والذي يظهر من أمر السلطان أنه كان يريد إبطال جماعة من الأمراء المقدمين العواجز ويجعل هؤلاء عوضا عنهم.
وفي يوم الجمعة خامس عشر شعبان، توفي الحاج علي البرماوي بزددار السلطان والمتحدث على جهات الديوان المفرد، وقد رأى من العز والعظمة ما لم يره غيره من البزددارية، وساعدته الأقدار حتى وصل إلى ما لم يصل إليه غيره في هذه الوظيفة، وكان سبب موته أنه طلع له شقفة في ظهره فانقطع اثني عشر يوما ومات.
وكان أصله من فلاحين برمة يبيع الخام والطرح في الأسواق وهو راكب على حمال إلى أن فتح الله عليه، وكان لا بأس به، وعنده لين جانب مع تواضع زائد، وظهر له من