المتسببين، وأن الأمير الدوادار يعرض جميع من في الحبوس قاطبة من رجال ونساء، ويطلق المديونين وغيرهم، ولا يترك بالحبوس غير أصحاب الجرائم ممن عليه دم.
وأرسل أيضا يقول له: إن كان درب الحجاز آمنا من العربان فجهز الحاج من القاهرة، وإن كان مخوفا فلا يسافر أحد من الحجاج في هذه السنة.
وأرسل أيضا مثالا شريفا إلى المماليك الجلبان الذين بالطباق بأنهم لا ينزلون من الطياق إلى المدينة، ولا يشوشون على أحد من الناس قاطبة، ومن يفعل ذلك بشنق من غير معاودة، فقرئ عليهم هذا المثال بالقلعة بين يدي الأمير طقطباي نائب القلعة، وأرسل بالسلام على الأمراء والعسكر قاطبة.
*****
وفي شهر شعبان - وكان مستهله يوم الجمعة - ووافق ذلك يوم النوروز من السنة القبطي ة فعد ذلك من النوادر، وقد دخلت سنة قبطية في أول يوم من الشهور العربية، ولا سيما يوم الجمعة وهو يوم فيه ساعة الإجابة.
وفي يوم السبت خلع الأمير الدوادار على شخص من الخاصكية يقال له: جاني بك القصير وهو من مماليك السلطان وقرره في كشف منفلوط عوضا عن أينال بن جاني بك الذي كان بها، وقد ضعف بصره.
وفي يوم الأحد ثالثه عرض الأمير الدوادار المحابيس الذين بالسجون وعرض النساء اللاتي بالحجرة فأطلق منهم جماعة ممن عليهم دين، وصالح أرباب الديون من ماله وأرضاهم، واستتاب جماعة من الحرامية وأطلقهم، ورسم بتوسيط جماعة ممن عليهم الدم، وأبقى منهم جماعة في السجون إلى أن يحضر السلطان.
ثم أن الأمير الدوادار تصدق على الفقراء بمبلغ له صورة، ورسم بقراءة ختمات في جميع مساجد القاهرة، وقال: ادعوا للسلطان بالنصر.
وفي يوم الاثنين رابعه خلع الأمير الدوادار على يوسف البدري وأعاده إلى الوزارة كما كان، وهذه رابع ولاته له بالوزارة.
وفي ذلك اليوم نودي في القاهرة بسفر الحاج على العادة، وكان أشيع عدم خروج الحاج في هذه السنة.
وفي يوم الثلاثاء خامسه مع ليلة الأربعاء توفي قاضي الحنفية كان برهان الدين إبراهيم بن الكركي وهو إبراهيم بن الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن إسماعيل الكركي الحنفي وكان عالما فاضلا رئيسا حشما من أعيان الحنيفة، سمع على الشيخ محيي الدين