للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموجود بعد موته من الذهب العين خمسمائة ألف دينار وستمائة دينار. ووجد له في مكان اثنا عشر ألف دينار ذهب عين برسبيهية، ووجد له من الحجورة والمهارة نحو خمسة وأربعين رأسا، ومن الجاموس مائة رأس، ومن الغنم الضأن ألف رأس، ووجد له بالدواليب أربعمائ ثور، وضاع له عند الفلاحين بالبلاد أكثر مما تقدم ذكره، فقوم ذلك الموجود بمائة ألف دينار.

وفي يوم السبت سادس عشر شعبان أشيع خبر هذه الكائنة العظيمة التي طمت وعمت وزلزلت لها الأقطار … وما ذلك إلا أن أخبار السلطان والعسكر انقطعت مدة طويلة، ثم حضر كتاب على يد ساع مجرد مطرد من عند الأمير علان دوادار ثاني أحد الأمراء المقدمين وضمنه أن السلطان كان يكذب في أمر سليم شاه بن عثمان تارة ويصدق أخرى، إلى أن حضر الأمير مغلباي دوادار سكين من عنده وهو في حال نحس، بزنط أقرع على رأسه، وعلى بدنه كبر عتيق دنس، وهو راكب على إكديش هزيل، وقد نهب جميع بركه، وأخذت خيو - له وقماشه. وأخبر أن ابن عثمان أبي الصلح وقال له: "قل لأستاذنك يلاقينا على مرج دابق". وأخبره أنه وضعه في الحديد، وقصد أن يحلق لحيته، وقدمه إلى الشنق ثلاث مرات فشفع فيه بعض وزرائه، وحمله الزبل من تحت خيله في قفة على رأسه، وقاسى منه من الهوان والأهوال ما لا خير فيه. فلما سمع السلطان هذه الحكاية تحقق وقوع الفتنة بينه وبين ابن عثمان. فقيل: إنه أنعم على مغلباي بألف دينار وخيول وقماش في نظير ما ذهب له.

والذي استفاض بين الناس من أخبار السلطان أنه صلى الظهر وركب، وخرج من ميدان حلب يوم الثلاثاء في العشرين من رجب وصحبته أمير المؤمنين المتوكل على الله، والقضاة الأربعة، وكان قد تقدمه نائب الشام ونائب حلب وجماعة من النواب، فخرجوا بأطلاب حربية وطبول وزمور ونفوط حتى رجت لهم حلب.

فلما خرج السلطان من حلب توجه إلى جيلان فبات بها، فلما أصبح يوم الأربعاء حادي عشري رجب رحل السلطان من جيلان وتوجه إلى مرج دابق، فأقام إلى يوم الأحد خامس عشري رجب - وهو يوم نحس مستمر - فما يشعر إلا وقد دهمته عساكر سليم شاه ابن عثمان، فصلى السلطان صلاة الصبح، ثم ركب وتوجه إلى زغزغين وتل الفار، قيل: إن هناك مشهد نبي الله داود .

فركب السلطان وهو بتخفيفة صغيرة وملوطة وعلى كتفه طبر وصار يرتب العسكر بنفسه. وكان أمير المؤمنين على الميمنة وهو بتخفيفة وملوطة وعلى كتفه طبر مثل السلطان، وعلى رأسه الصنجق الخليفتي. وكان حول السلطان أربعون مصحفا في أكياس

<<  <  ج: ص:  >  >>