البشارة الحسنة التي سرت القلوب والأسماع وكان يوما مشهودا وقلت في هذه الواقعة هذه الأبيات:
قد جاد سلطان الورى … بعدله في القاهرة
مذ رخص الأسعار مع … إبطاله المشاهرة
كم جائع من فرحة … يدعو له مجاهرة
وكم حزين قلبه … بالكسر أضحى جابره
وقد عفا غلالنا … من المكوس الجائرة
وصرف اللحم الذي … رضى به عساكره
فارتفعت أيدي الورى … له بفضل شاكره
وحاز أجرا ناله … من الدنا والآخره
وقد علا تاريخه … فوق النجوم الزاهرة
لأنه في عصره … بين الملوك نادره
فيا لها من سنة … خيراتها مبادره
فكم له في الخير من … أفعال بر ظاهره
يا رب فاجعل يده … يلكل باغ قاهره
وكانت هذه المشاهرة من أكبر أسباب الفساد في حق المسلمين، فإن الوسائط السوء حسنوا للسلطنان عبارة بأن يجعل على السوقة في كل شهر ما لا يوردونه للمحتسب فتزايد الأمير إلى أن صار مقررا على السوقة في كل شهر فوق ألفي دينار من هذه الجهة وغيرها من الجهات المتكلم عليها الزيني بركات بن موسى، وكان جماعة من الأمراء الذين بغير أقاطيع محتالة في كل شهر على الزيني بركات بن موسى بما يتحصل من المشاهرة والمجامعة، فكانت السوقة تجور في أسعار البضائع ولا يجسر أحد من الناس يكلمهم فيقولون علينا مال السلطان نورده في كل شهر، فاستمر ذلك من أول دولة السلطان إلى أن ألهمه الله تعالى إبطالها.
وفيه وجد مملوك من مماليك السلطان مقتولا بباب الوزير وكان ذلك المملوك من جلبانه وكان مصارعا ولا يعلم من قتله فتنكدت المماليك بسبب ذلك.
وفي يوم الثلاثاء سابعه عرض السلطان الأمراء المقدمين والأمراء الطبلخانات والعشراوات وكان قد دار عليهم نقيب الجيش من قبل وأعلمهم أن العرض يوم الثلاثاء فطلعوا جميعا، فقيل: عين في ذلك اليوم من الأمراء المقدمين ستة عشراف أميرا وأما