للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلطنته في سنة تسع وتسعمائة وقطع الطرقات قاطبة وادعى أن الأراضي قد علت، وقد تقدم لي أنى قلت في ذلك:

في دولة الغوري رأينا العجب … وقد حملنا فوق ما لا نطيق

وقد كفى في عامنا ما جرى … من قلة الأمن وقطع الطريق

وفي يوم الخميس خامش عشريه أظهر السلطان العدل وأشهر المناداة عن لسان السلطان في سواحل مصر العتيقة وبولاق بأن المكوس التي كانت تؤخذ على الغلال بطلت، وكانت مظلمة عظيمة من البدع المنكرة، وهي أنه كان يؤخذ على كل أردب قمح أو شعير أو فول يباع أو يشترى نصف فضة. وكان الأشرف قايتباي أبطل ذلك فلما تسلطن ابنه الملك الناصر أعاد هذه المظلمة. فلما تسلطن الأشرف قانصوه الغوري تزايد الأمر حتى صار يؤخذ على كل أردب ثلاثة أنصاف من البائع والمشتري، وصار يسمى الموجب، ثم انتقلوا من الغلال إلى أن جعلوا على البطيخ مكسا أيضا. فاستمر ذلك مدة طويلة إلى أن ألهم الله تعالى السلطان إبطال ذلك جميعه.

وفي يوم السبت سابع عشريه كان دخول الأمير ألماس أحد الأمراء العشراوات على ابنة الأمير قاني باي قرا أمير آخور كبير كان، فكان ذلك المهم من المهمات المشهورة، وحضر في هذه الوليمة الأتابكي سودون العجمي والمقر الناصري محمد نجل المقام الشريف وسائر الأمراء من كبير وصغير وكان يوما مشهودا.

وفي يوم الاثنين تاسع عشريه أكمل السلطان تفرقة ثمن الخيول التي كان للعسكر في الديوان وأكمل تفرقة اللحوم التي كانت مكسورة للعسكر وعوق بعض اللحوم التي كانت منكسرة لجماعة من المباشرين الزردخانية.

وفي ذلك اليوم طرق السلطان أخبار رديئة بسبب ابن عثمان فتنكد لذلك وخلا هو والأمراء يضربون مشورة بينهم في أمر ابن عثمان.

وفي يوم الثلاثاء سلخ هذا الشهر، أشهر السلطان المناداة في القاهرة للعسكر بالعرض يوم الخميس، وألا يتأخر عن العرض أحد من كبير ولا صغير فاضطربت لذلك أحوال العساكر قاطبة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>