الدوادار إلى هناك قررا على عمارة هذا الجسر نحو ثلاثين ألف دينار، فلما رجعا أخبر السلطان بذلك.
وفيه خلع السلطان على شخص يقال له: شمس الدين السكندري وقرره إماما عوضا عن الشيخ الدين الشاذلي الإمام بحكم وفاته، قيل: إن شمس الدين السكندري سعى في هذه الوظيفة بألف ومائتي دينار حتى قرر بها.
وفيه احتمل السلطان تفرقة ثمن اللحوم التي كانت منكسرة للعسكر، وقيل: إن السلطان أخرج من الخزائن الشريفة خمسة عشر ألف دينار وسلمها للقاضي شرف الدين الصغير ناظر الدولة ليشتري بها أغناما لأجل تفرقة لحوم المماليك، وقال ما بقيت أكسر للعسكر لحوما بعد هذا اليوم، وقد ثقل عليه ما صرفه للعسكر بسبب اللحوم التي كانت منكسرة لهم، حتى قيل: إنه صرف في حركة تفرقة اللحوم فوق الأربعين ألف دينار. واستمرت الوزارة شاغرة من حين عزل عنها يوسف البدري.
وفيه نادى السلطان للعسكر بأن كل من كان له فرس أو أكثر في الديوان يطلع يقبض ثمنه. ومن حين تحقق السلطان أن ابن عثمان زاحف على البلاد السلطانية وهو يأخذ بخواطر المماليك القرانصة ويرضيهم بكل ما يمكن، وصرف له اللحوم التي كانت منكسرة وأعطاهم ثمن الخيول التي كان لهم في الديوان.
وفيه أخرج السلطان جانبا من مماليكه الغورية وفرق عليهم في ذلك اليوم زرديات وسيوفا وتراكيش وقسيا ونشابا، وكانوا نحو ثلثمائة مملوك.
وفيه توفي الأمير قنبك بن تربك أحد الأمراء الطبلخانات، وهو ابن عمر الأتابكي أزبك، وكان قد شاخ وكبر سنه وعجز عن الحركة.
وفيه أرسل السلطان إلى عبد الرزاق أخي دولات وإلى أولاد علي دولات الكبار والصغار ثمانية آلاف دينار فقسمت بينهم، وأرسل يقول لهم:"اعملوا بهذه النفقات برقكم واخرجوا سافروا قبل خروج التجريدة واجمعوا عساكركم من التركمان إلى أن أحضر أنا والعسكر".
وفيه أرسل السلطان مكاحل حديد ومدافع وصوانا إلى ثغر الإسكندرية وسافرت في المراكب إلى هناك فكانت نحو مائتي مكحلة، وقد بلغه أن ابن عثمان جهز عدة مراكب تجيء على السواحل للديار المصرية.
وفيه نادى السلطان في القاهرة بأن أصحاب الدكاكين والأملاك يقطعون الأراضي من الأسواق والشوارع فامتثلوا ذلك وشرعوا في العمل، لكن حصل للناس مشقة زائدة في الصرف على ذلك لجماعة الوالي والترابة في شيل التراب، وقد وقع له مثل ذلك في أوائل