للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الشهر أو الذي قبله كانت وفاة الشيخ العارف بالله تعالى الولي المعتقد سيدي محمد بن عثمان رحمة الله عليه، وكان من أعيان المشايخ الصوفية وله شهرة بالصلاح والاعتقاد بين الناس.

وفي يوم الاثنين خامس عشره حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير قانصوه جانية وكان قد توجه إلى طرابلس بسبب المشاة من العربان الذين يخرجون أمام العسكر في التجريدة فأحضر الأموال صحبته ودخلت إلى الخزائن الشريفة.

وفي يوم الثلاثاء سادس عشره ابتدأ السلطان بتفرقة اللحوم التي كانت مكسورة للعسكر فصار يستدعيهم واحدا بعد واحد مثل تفرقة الجامكية، وكان فيهم من له عشرة أشهر مكسورة وفيهم من له أربعة.

وفي يوم الخميس ثامن عشره كان دخول الأمير قايتباي أحد الأمراء الطبلخانات - وهو قريب زوجة الأتابيكي قانم التاجر - على ابنة الأمير طقطباي نائب القلعة أحد المقدمين فكان هذا العرس من الأعراس الحافلة، قيل اجتمع فيه من المغنيات خمس وعشرون رئيسة، ومدوا فيه أسمطة حافلة من الأطعمة الفاخرة وصنعوا شموعا مزهرة بين وشامات وكان من المهمات المشهورة.

وفي يوم الاثنين ثاني عشرية دخل أمير ركب الحاج الأول وهو المقر العلائي على ابن الملك المؤيد أحمد، فخلع عليه السلطان ونزل إلى داره في موكب حافل.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشرية دخل الأمير علان أمير حاج ودخل صحبته المحمل الشريف، وكان يوما مشهودا. فطلع الأمير علان إلى القلعة وخلع عليه السلطان خلعة سنية، ونزل إلى داره في موكب حافل. وقد أثنى عليه الحجاج خيرا كثيرا بما فعله في طريق الحجاز من وجوه البر والصدقات، وقد حصل في هذه السنة للحجاج مشقة عظيمة في مغارة شعيب بسبب السيل الذي نزل عليهم هناك. وهلك من الحجاج في هذه السنة جماعة كثيرة وكان معهم الغلاء موجودا. وكان العربان طافشة في درب الحجاز ولا سيما ما وقع للمبشر في هذه السنة وقد تقدم القول بأن العربان عروه وأخذوا كل ما معه حتى كتب الحجاج، فلم يصل لأحد من حاجة في هذه السنة كتاب ولا علم لهم خبر.

ولما حضر الأمير علان أشيع أنه قبض في مكة على شخص يقال له المعلم أحمد الشامي وكان أصله من عتالين الزردخاناه فوجد معه ما لا يتجر فيه في مكة، فلما بلغ أمره الأمير علان قبض عليه، وكان له رفيق فهرب من هناك فلما دخل أحمد الشامي هذا إلى القاهرة أسفرت القضية عن كونه سرق العملة الضائعة التي كانت بالقلعة، وسرقت من مال السلطان وهي اثنا عشر ألف دينار وقد تقدم الكلام على ذلك، وأن السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>