للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الأربعاء ثامن عشرة جاءت الأخبار من السويس بأن المراكب التي جهزها السلطان إلى الهند غرق منها مركب وقد صدمت في شعب فانكسرت وغرق جميع ما كان فيها، وفقد من العسكر الذي كان فيها جماعة، فلم تتفاءل الناس بذلك.

وفي يوم الخميس تاسع عشرة خلع السلطان على الأمير إينال باي دوادار سكين وعينه بأن يسافر إلى البلاد الشامية بسبب أمور تتعلق بأشغال السلطنة، فتوجه إليه.

وفي يوم الجمعة عشرينة فتح سد بحر أبي المنجا، وكان النيل يومئذ في ست عشرة أصبعا، من إحدى وعشرين ذراعا، وكان فتحه في أول يوم من بابه من الشهور القبطية، وقد تأخر فتحه عن العادة إلى ذلك اليوم، وكان النيل في قوة عزمه من الزيادة، فلما فتح سد أبي المنجا نقص النيل في ذلك اليوم ولم يزد من بعد ذلك شيئا، وقد ثبت على ست عشرة أصبعا من إحدى وعشرين ذراعا، وحصل به غاية النفع وروى سائر البلاد التي قط ما رويت، واستمر ثابتا إلى أوائل هاتور فعد ذلك من النوادر.

ومن العجائب أن مع وجود علو النيل وثباته لم يسكن في الجزيرة الوسطى ولا بيت واد ولم يفتح فيها دكان ولم يعمل بها مقصف للمتفرجين، ولم يعلم ما سبب ذلك، ولكن أشاعوا أنه سكن بالجزيرة عدة مناخات جمال لابن السلطان والأمراء، فخشى الناس أن يسكنوا الجزيرة من النفر الذين هناك، فهذا كان السبب في منع الناس من سكنى الجزيرة.

وفي يوم الاثنين ثالث عشرينة نادى السلطان في الحوش للعسكر بأن يعملوا يرقهم وأن يكونوا على يقظة فإن السلطان ينفق ويخرج في جمعته، وصار في كل جامكية ينادي للعسكر بذكل في الحوش، وأشيع أن السلطان هو الذي يسافر بنسه بسبب ابن عثمان، واستمرت الإشاعات قائمة بسفر السلطان ثم خمدت تلك الإشاعة قليلا.

وفي ذلك اليوم كانت وفاة القاضي جلال الدين محمد الزفتاوي أحد نواب الشافعية، وكان لا بأس به، ومات وهو في عشر الثمانين سنة.

وفي يوم الثلاثاء رابع عشرينة نزل السلطان إلى بولاق وتوجه إلى ضيافة القاضي كاتب السر محمود ابن أجا بالبرابخية التي هناك فأقام عنده إلى يوم الأربعاء وهو في أرغد عيش، فما أبقى القاضي كاتب السر في ضيافته ممكنا وأحضر من كل شيء أحسنه، حتى قيل إنه تكلف على أسمطة وطواري حافلة وتقدمة عظيمة قدمها للسلطان فوق ألف دينار، وكان ابن السلطان معه وجماعة من الخاصكية، وانشرح السلطان معه وجماعة من الخاصكية، وانشرح السلطان هناك إلى الغاية وأحضر بين يديه مغاني وأرباب الآلات، وأظهر القاضي كاتب السر أنواع العظمة من الفرش الفاخرة والأواني الصيني والنحاس المكفت وغير ذلك من كل صنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>