للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى سبيل المؤمنين خرج السلطان من الميدان وصلى عليه وكانت جنازته حافلة، ثم رجعوا به من المصلاة ودفنوه في مدرسته التي تجاه سوق الخيل، وخلى بعمله وانقضى أمره.

وفي يوم السبت سابع عشرينة فيه ابتدأ السلطان بضرب الكرة في الميدان على العادة.

وفي يوم الاثنين تاسع عشرينة وقف الأتابكي سودون العجمي وبقية الأمراء المقدمين قاطبة وباسوا الأرض للسلطان وسألوا بأن يكون سيدي ابن السلطان أمير آخور كبير عوضا عن الأمير قاني باي قرأ بحكم وفاته، فأعجب السلطان ذلك في الباطن وقد مشت الأمراء في غرض السلطان لما رأوا له قصدا في ذلك، فأنعم على ولده المقر الناصري محمد في ذلك اليوم بأمرية آخوية الكبرى عوضا عن الأمير قاني قرا، فحضر ابن السلطان وباس الأرض على ذلك الأنعام له.

*****

وفي ربيع الآر كان مستهل الشهر يوم الثلاثاء فطلع الخليفة والقضاة الأربعة والسيد الشريف بركات أمير مكة فهنوا السلطان بالشهر وعادوا إلى دورهم، قد بالغ السلطان في إكرام السيد الشريف بركات وقام إليه وعظمه تعظيما بالغا.

وفي يوم الخميس ثاني الشهر أكمل السلطان النفقة على جماعة من المماليك القرانصة، وكان عول قبل ذلك أن لا ينفق عليهم شيئا، ثم أنفق عليهم، ولكن أعطاهم السم في الدسم فكتب منهم جماعة إلى الشرقية وجماعة إلى الغربية وجماعة إلى العقبة والأزلم وإلى منفلوط ثم صرح لهم جهارا وقال: "الذي يطلب يخرج ويسافر من يومه والذي ما يطلب نفقة يقعد ويستريح في بيته". فرجع غالب المماليك عن طلب النفقة والذي أخذ النفقة خرج إلى السفر من يومه.

وفي يوم الاثنين سادس هذا الشهر عمل السلطان الموكب بالقصر الكبير، ودار نقيب الجيش على الأمراء المقدمين وأعلمهم أن الموكب بالقصر الكبير، وهو بالشاش والقماش، فلما تكامل الموكب وحضر الأمراء المقدمون طلب السلطان ولده المقر الناصري محمد وخلع عله وقرره في أمرية آخوية الكبرى عوضا عن الأمير قاني باي قرا بحكم وفاته.

فلما خلع عليه نزل وصحبته الأتابكي سودون العجمي وسائر الأمراء المقدمين وأرباب الوطائف من المباشرين، فنزل من سلم المدرج وتوجه إلى باب السلسلة وقدامه الأمراء قاطبة بالشاش، ومشت قدامه الشعراء والشبابة السلطانية، فدخل إلى باب السلسلة ونزل

<<  <  ج: ص:  >  >>