وكان سبب ذلك أن السلطان هذا أخس خلق الله وأبخلهم على الإطلاق، فلم يمكن أحدا من الناس في شيء من أمر السنيح، وكان ابن السلطان صغيرا لا يحكم على شيء من أمور السنيح، حتى قيل ردوا بالأكل الذي في السنيح لم ينقص منه إلا القليل، فكان كما يقال:
لا تعجبوا أن سعى كريم … لحاجة في يدي بخيل
فإنه كالخلاء حتما … لا بد فيه من الدخول
*****
وفي صفر طلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، وكان مستهل الشهر يوم السبت.
وفي يوم الأربعاء خامسة جلس السلطان في القصر الكبير المطل على الرملة، وعزم هناك على الشريف بركات أمير مكة ومد له أسمطة حافلة، وأقام عنده إلى أواخر النهار، وقدم له السلطان تقدمة حافلة ما بين خيول وجمال وغير ذلك.
وفي يوم الخميس سادسة خلع السلطا على الشرفي يونس النابلسي الذي كان أستادارا وقرره في استيفاء جيش الشام عوضا عن بدر الدين بن الأنبابي بحكم وفاته، فنزل من القلعة في موكب حافل.
وفي يوم الأحد تاسعة نزل السلطان إلى المقياس وعزم على الشريف بركات هناك، وجلس معه في القصر الذي أنشأه على بسطة المقياس، وأقام هناك إلى أواخر النهار، ومد له أسمطة حافلة، ثم نزل في مركب وشق من على الروضة وانطلقت له النساء من الطيقان بالزغاريت، واستمر في المركب حتى طلع من بولاق ثم توجه إلى القلعة من هناك.
وفي الاثنين عاشرة أشيع بأن في تلك الليلة سرق من دار الضرب التي هي بالقلعة داخل الحوش السلطاني ثمانية آلاف دينار وكسور من الذهب الجديد الذي ضربه السلطان