والأمير جاني بيك قرا أحد الأمراء الطبلخاناه باش المجاورين. فجعل السلطان وطاق ابنه بين وطاق كاتب السر وبين وطاق طقطباي أمير ركب المحمل، ثم أن السلطان عاد إلى القلعة من يومه.
وفي يوم الاثنين سابع عشر شوال فيه خرج المحمل الشريف، وكان لخروجه يوم مشهود لم يقع قط مثله فيما تقدم من السنين الماضية وذلك قد انسحب فيه أربعة أطلاب حافلة: طلب جاني بيك قرا باش المجاورين وكان حافلا، ثم انسحب طلب سيدي عمر بن المنصور أمير الركب الأول وكان حافلا، وظهر له من السنيح العظيم أشياء كثيرة يعجز عنها الأمراء المقدمون، ثم انسحب طلب المقر الناصري سيدي ابن السلطان فخرج بطلب حربي وقدامه طبلان وزمران وصناجق سلطانية، وفيه نوبتان هجن بأكوار زركش من ذهب بنادقة وبقية الأكوار مخمل ملون، وانسحب في طلبه عدة خيول بكنابيش زركش بغواشي حرير أصفر، وعدة خيول نحو طوالتين ملبسة ببركستوانات فولاذ مكفتة، وانسحب في طلبه نحو عشرين جملا مزينة بآلات الشراب خاناه من الأواني الصيني واللازورد والزجاج البلوري وغير ذلك، وأيضا أحمال مزينة بآلات الطشتخاناه من الأباريق الكفت والطسوت الكفت والشماعد وغير ذلك مما يحير الأبصار، ومحفة جوخ أصفر مزهر في آخر الطلب، ثم بعد ذلك انسحبت محفة خوند زوجة السلطان فكانت غاية في الحسن منتهى ما يعمل من المحفات، فكانت محمل أحمر كفوي وهي مرقومة بالذهب، طرازها وأرضية الثوب عروق لاعبة زركش من الذهب الخالص البنادقة، وفوقها خمس رصافيت لؤلؤ وفيها رصعات ذهب بفصوص بلخش وفيروز، وحول ثوب المحفة بهرجان ذهب وفضة شقاق، وقدام المحفة أربعة مشاعل بفوط زركش بشراريب مثلث، وقيل صنعوا لخوند حماما من نحاس صفايح وداخلها أحواض نحاس وغلايات يصب منها الماء ساخنا، فعد ذلك من النوادر … قيل أن مصروف هذه المحفة فوق العشرين ألف دينار.
وأما الرصافيات اللؤلؤ زعموا أنها رصافيات خوند زوجة الأشرف قايتباي صنعتها لما حجت فوجدت في تركتها، وكان خلف المحفة أربعة جمال غير الذي تحت المحفة، وعليها كنابيش زركش على مخمل أحمر، وحولها مرتعش ذهب وفضة وقدام المحفة حاديان، ونحو عشرين نفرا من الخدام حول المحفة، ثم بعد المحفة انسحب نحو عشرين محارة ممل ملون برسم عيال خوند وغيرها ممن يلوذ بها، فلما شقت من الرملة ارتجت لها، ولا سيما اجتمع بالرملة الحم الغفير من الأمراء والعسكر والخلائق الذي لا يحصون لكثرتهم، ثم طلعت المحفة من الصوة ونزلت من على باب الوزير وشقت من القاهرة، فارتجت لها