للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلاوون الملك من أولاده ونفاهم إلى الكرك ولم يفده من تلك المصاهرة شيء ولا راعاهم من بعده. وكان ذلك في سنة ثلاث وسبعين وستمائة، فكان كما يقال في المعنى:

ربما يرجو الفتى نفع فتى … خوفه أولى به من أمله

رب من ترجو به دفع الأذى … سوف يأتيك الأذى من قبله

وفي ذلك اليوم سافر ماماي الغوري الخاصكي، الذي عينه السلطان للتوجه إلى جبل نابلس وغيرها من الجهات، بسبب أمر المشاة الذين أفرد السلطان أموال على البلاد بسببهم لأجل التجريدة المقدم ذكرها … فخرج ماماي هذا ليجبي الأموال التي قررت على البلاد، حتى قيل قرر على أهل جبل نابلس من الأموال مائة ألف دينار وأربعة وعشرين ألف دينار بسبب المشاة، ولم يتفق قط هذا لأهل جبل نابلس بل كان الأشرف قايتباي في التجاريد التي كان يرسلها ينفق على الرجال المشاة من حاصله لكل واحد منهم قدرا معلوما، فلم يوافق السلطان على شيء من ذلك وأفرد على مشايخ جبل نابلس ما تقدم القول عليه من المال، ومشايخ جبل نابلس يفردون ما قرر عليهم من المال على عربان جهة نابلس، ولم يقدروا على بعض ذلك وسوف يخلون أهل جبل نابلس منه عن قريب.

وقرر على أهل الشام مال له صورة بسبب المشاة، وكذلك أهل غزة، وكذلك على أهل صفد وطرابلس، وكتب بمعنى ذلك مراسيم على يد أمير آخور باش العسكر بأن يفرد على أهل حلب مال بسبب المشاة، وكذلك على أهل حماة، فقيل قرر على كل إنسان من هذه الجهات عشرون دينارا بسبب المشاة، وهذا كله يؤول أمره إلى خراب البلاد وفساد الأحوال وضعف أحوال الجند وعدم عمارة البلاد … والأمر في ذلك إلى الله تعالى ما شاء يفعل، فأطلق النار في تلك البلاد بسبب أمر المشاة.

وفي يوم السبت خامس عشرة خرجت المدورة إلى بركة الحجاج.

وفي ذلك اليوم نزل السلطان إلى قبة يشبك التي بالمطرية وبات بها، ثم ركب يوم الأحد وتوجه إلى بركة الحجاج، ورتب كيف ينصب الوطاق للأمراء الحاج. وكان من حج في هذه السنة من الأعيان وهم المقر الناصري محمد ابن السلطان، وخوند زوجة السلطان، والقاضي كاتب السر محمود بن أجا والأمير نانق الازن، وكان هو المتسفر على السنيج وكان من أخصاء السلطان.

أما أمراء الحاج الأمير طقطباي نائب القلعة أحد المقدمين أمير ركب المحمل، والركني سيدي عمر بن الملك المنصور ابن الملك الظاهر جقمق أمير الركب الأول،

<<  <  ج: ص:  >  >>