للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شوال كان مستهل الشهر يوم السبت، وكان ذلك اليوم عيد الفطر فخرج السلطان إلى صلاة العيد، فصلى ثم خلع على الأمراء ومن له عادة بالخلع السنية، وكان موكب العيد حافلا كما جرت به العادة.

وفي يوم الاثنين عاشرة خلع السلطان على الأمير إينال باي دوادار سكين، وأذن له بأن يتوجه إلى حلب بسبب رد الجواب على الأمراء والعسكر السلطاني فيما أرسلوا يسألون فيه من أمر النفقة، وهي الخمسون دينارا التي أثروا الفتنة بحلب بسببها، وبهدلوا الباش قاني باي قرا أمير آخور كبير، وعين له القتل المماليك القرانصة والجلبان، وقالوا:

"أنفق في السنة الخالية على مماليكه الجلبان لكل واحد منهم خمسون دينارا ولم يعط المماليك القرانصة شيئا، فمثل ما أنفق على مماليكه ينفق علينا نحن أيضا وإلا ننهب أسواق حلب"! فأرسل لهم السلطان الجواب عن ذلك بما تقتضيه الآراء الشريفة، فتوجه إينال باي بمراسيم شريفة تقرأ على الأمراء والعسكر بحلب عن الجواب في ذلك.

ثم أن السلطان بعد أن خلع على الأمير إينال باي ورسم له بالسفر فعوقه عن السفر من بعد ذلك أياما لأمر أوجب ذلك مما عن له، ثم سافر بعد ذلك في العشرين من هذا الشهر، وكذلك قاصد ابن عثمان المقدم ذكره.

وفي اليوم المذكور خلع السلطان على قاصد ابن عثمان الذي حضر بأخبار النصرة على الصفوي فخلع عليه وأذن له بالعود إلى بلاده وكتب له الجواب بالتهنئة عن أمر هذه النصرة التي تمت.

ومن الحوادث أن السلطان أنشأ سوقا بالقرب من خان الخليلي يباع من الرقيق، وأبطل السوق القديم الذي كان يباع فيه الرقيق، وصار العمل على هذا السوق من يومئذ.

ومن النوادر الغريبة أن الأمير خاير بيك الخازندار لما توفي رسم السلطان للأمير طومان باي الدوادار والزيني بركات بن موسى المحتسب، بأن يتوليا ضبط موجود الأمير خاير بيك الخازندار، فلما شرعا في ذلك ظهر له موجود يقرب من موجود سلار الناصري نائب السلطنة كان، فظهر له في أول يوم من الذهب العين ثلاثة وثمانون ألف دينار، وزعم السلطان أنه لما حصل له التوعك في عينه أودع عنده خمسمائة ألف دينار فلم يظهر للسلطان منها شيء وخفيت تحت الأرض ولم يعلم مكانها، ومات خاير بيك عن غير وصية ولم يخلص ذمته فيما عليه من حقوق الناس الذي كان يقطع مصانعتهم ويأكل حقوقهم، فلما ضاعت على السلطان تلك الوديعة صار يقل الرحمة على الأمير خاير بيك ولم يقرأ له ختمة على قبره ولا صنع له مأتما ولا تصدق عليه برغيف خبز، ثم ظهر له من بعد ذلك من المعادن والجواهر والفصوص الماس والياقوت الأحمر واللؤلؤ الكبار

<<  <  ج: ص:  >  >>