للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم صاحب ديار بكر ويسمى سيحلى محمد وأولاده، وغيره ذلك من أعيان عسكره وأمرائه ما لا يحصي عددهم، وكانت النصرة لسليم شاه ابن عثمان على الصفوي من النوادر الغريبة، كما يقال:

فيوم علينا ويوم لنا … ويوم نساء ويوم نسر

ثم إن ابن عثمان حز رقاب من قتل من أمرء الصفوي وأرسلها إلى بلاده، فطافوا بها هناك وعلقت على أبواب مدائن الروم. ولم تقع مثل هذه النصرة لأحد من أجداد سليم شاه ابن عثمان، ولا لوالده السلطان أبي يزيد المعروف بيلدرم ابن أورخان، لما زحف تمرلنك كسره وأسره ووضعه في قفص من الحديد وصار يدخل به البلاد ويعجب عليه، فما طاق يلدرهم ذلك فبلغ له فصا من الماس فمات وهو في القفص الحديد وأمره مشهور.

ووقع لوالده السلطان أبي يزيد لما زحف على البلاد السلطانية في أيام الأشرف قايتباي، فكسر الأشرف قايتباي عسكره ثلاث مرات، وقتل من عسكره ما لا يحصى عددهم، ودخل بجماعة من عسكره أسرى إلى مصر في الحديد وصناجق أمرائه منكوسة، وحصل على عساكر الروم ما لا خير فيه.

فكان لسليم شاه سعد خارق بهذه النصرة على الصفوي ووقع له ما لا وقع لأبيه ولا لأجداده وهذا أمر إلهي.

فلما وقع لسليم شاه ذلك رجع إلى بلاده ليشتى بها، وبعد الشتاء ما يعلم ما يكون بينه وبين الصفوي من الحروب المهولة. فلما رحل ابن عثمان جعل على تبريز نائبا من أمرائه وكذلك على البلاد التي ملكها من أيدي الصفوي، فاستناب له بها نوابا من أمرائه ثم رحل عن بلاد الصفوي.

فلما حضر قاصد سليم شاه ابن عثمان بين يدي السلطان، وقرئت مكاتبته بحضرة الأمراء، خلع على القاصد الذي حضر بأخبار هذه النصرة كاملية مخمل أحمر كفوي بسمور عال من ملابيسه، ثم نزل القاصد من القلعة ولم يرسم السلطان بدق الكوسات بالقلعة، ولم يناد في القاهرة بالزينة لأجل هذه النصرة، ولم يعلم ما سبب ذلك. وأشيع عن قرقماس المقري بأنه في قيد الحياة، ولم يثبت موته كما أشاعوا عنه بما تقدم من الإشاعات الفاسدة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>