للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بين مال وقماش وبرك وسلاح وتحف وخيول وبغال وجمال وغير ذلك من الموجود الحافل، وقد تكلموا على موجوده بأشياء كثيرة لكنني لم أقف على صحتها فلم أوردها هنا خوف الاعتراض على في ذلك، وهذا القدر كاف هنا.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشرة نزل السلطان إلى مدرسته، وعرض الأيتام والصوفية الذين بها، ورسم للأيتام بكسوة، وأقام هناك إلى قريب الظهر، ثم طلع إلى القلعة.

وفي يوم الخميس خامس عشرة حضر إلى الأبواب الشريفة ماماي السلحدار أحد الأمراء العشراوات، الذي كان توجه للشام بسبب تزويج ابن السلطان ببنت سيباي نائب الشام، فتوجه إلى الشام بالمهر وعقد العقد لابن السلطان فتعلل نائب الشام وقال: أنا ابنتي صغيرة عمرها ست سنين لم تستحق للزواج، وكان له ابنة أكبر من هذه توفيت في السنة الخالية لما وقع الطعن بالشام وكانت هي المقصودة للزواج، فلما ماتت قصد السلطان أن يعقد لابنه على البنت الصغرى فلم يوافق نائب الشام على ذلك وتعلل بأنواع العلل، فلما طلع الأمير ماماي إلى بين يدي السلطان خلع عليه وعلى الخوايا يونس العادلي ونزلا من القلعة في موكب حافل.

وفي ذلك اليوم أنفق السلطان الكسوة على العسكر مع الجامكية. ولما حضر الأمير ماماي إلى القاهرة حضر صحبته من الناس ما لا يحصى من أهل حلب وغير ذلك من الناس، فكان في هذا القفل من أهل حلب عدد كبير، وسبب ذلك أن العسكر لما دخل إلى حلب جرى على أهل حلب من مماليك السلطان الجلبان ما لا خير فيه، نزلوا في بيوتهم، ونهبوا أمتعتهم، وفسقوا في حريمهم وأولادهم وعيالهم ولم يسمعوا للباش ولا نائب حلب، فوقع بين مماليك السلطان الجلبان وبين مماليك نائب حلب فتنة مهولة وكادت حلب أن تخرب عن أخرها وهم أهلها بالجلاء منها، وغضب نائب حلب، وخرج من حلب إلى الفضاء وأقام به بسبب مماليك السلطان الجلبان فلم يسمعوا من كبير ولا صغير، وأشيع بين الناس بأن قرقماس المقري قد قتل في هذه المعركة، وقيل أن مماليك الأتابكي دولات باي هم الذين قتلوه، فإنه كان أتهم بقتل أستاذهم دولات باي بأنه قد أشغله، والله أعلم بحقيقة ذلك أن كان قتل أم لا.

فلما جرى ذلك بحلب خشى غالب أهلها على عيالهم وأولادهم فأرسلوهم إلى مصر صحبة ذلك القفل المقدم ذكره. واستمر أهل حلب مع المماليك الجلبان في اضطراب زائد، وربما يقع بسبب ذلك فتنة كبيرة بين الأمراء وبين مماليك السلطان الذي هناك، فإن الأحوال مضطربة والأمور غير صالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>