وسنجاب وصوف وجوخ وبعلبكي وغير ذلك، وقيل أرسل إليه ذهب عين ما علم قدره، ومملوكا جركسيا مليحا. قلت والقاضي كاتب السر هذا هو آخر رؤساء مصر من المباشرين وفي يوم الجمعة ثامن عشرة وقعت نادرة غريبة وهي أن قاصد ابن عثمان الثاني الذي جاء وزعم أن العرب سرقوا بقجته من تحت رأسه وفيها مطالعة ابن عثمان وتنكد السلطان بسبب ذلك، فلما حضر بين يدي السلطان صار يعتذر له مما سرق له، فأقام في مصر أياما فأرسله السلطان إلى القاصد الذي جاء في الأول فأنكر أمره وقال أن ابن عثمان لم يرسله وأن هذا القاصد لم يكن من جماعة ابن عثمان، فاستمر بمصر إلى أن طلب الأذن من السلطان في العود إلى بلاده فأذن له في ذلك وأنعم عليه بمال له صورة، فلما خرج وسافر وقع بينه وبين رفيقه بسبب المبلغ الذي حصل له فلم يعط رفيقه منه شيئا، فلما وقع بينهما رجع رفيقه ونم عليه عند السلطان أن هذا داسوس من عند حسن بن أحمد بيك بن عثمان الذي حضر أبوه إلى مصر ومات بها بالطاعون كما تقدم ذكر ذلك، وهو الآن عند الصفوي مقيم وأرسل هذا القاصد ليستفهم الأخبار بما جرى في مصر. وأن هذا القاصد نصب على النواب وأخذ منهم مبلغا له صورة، فلما تحقق السلطان ذلك رسم برد القاصد من الطريق، فلما حضر بين يدي السلطان قصد أن يشنقه ثم سلمه إلى الوالي فشكه في الحديد ونزل به ماشيا على أقدامه والمشاعلية تنادي عليه هذا جزاء من يكذب على الملوك، ثم توجه به إلى المقشرة فسجن بها، وقيل رسم السلطان الموالي بأن يعاقبه ويستخلص منه ما كان أخذه من النواب من المبلغ والتقادم التي دخلت عليه.
وفي يوم السبت تاسع عشرة نزل السلطان إلى قبة يشبك التي بالمطرية وبات بها، وأقام هناك إلى يوم الأحد أواخر النهار وانشرح إلى الغاية.
وفي يوم الاثنين حادي عشرينة أذن السلطان إلى قاصد ابن عثمان بالسفر، وهو الذي حضر أولا، وكان من أمرائه المقدمين قيل أنه أمير آخور كبير عند ابن عثمان، فلما طلع رسم السلطان بأن يزين باب الزردخاناه بالسلاح والصناجق، وكذلك باب القلعة وباب سلم المدرج، فلما طلع القاصد عمل السلطان المركب بالحوش وحضر الأتابكي سودون العجمي وسائر الأمراء، وكان الموكب حافلا، ثم خلع السلطان على القاصد خلعة معظمة وهي كاملية جر ذهب شغل القاعة بسمور عال، وفوقها فوقاني حرير أخضر بطرز يلبغاوي عريض، قيل فيها خمسمائة مثقال ذهب، وخلع على من معه من جماعة ابن عثمان سلاريات صوف بسمور عال … ونزل القاصد من القلعة في موكب حافل وصحبته الرؤوس النوب، ثم أخذ في أسباب الخروج إلى السفر.