للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المماليك لحفظ الجسور التي بالشرقية والغربية، فلما عرض العسكر كتب منهم جماعة قيل: ثلاثة آلاف مملوك وقيل: ألفا مملوك، وعين من الأمراء المقدمين أربعة وهم: الأمير قاني باي قرأ أمير آخور كبير وجعله باش العسكر، وعين الأمير سودون الدواداري رأس نوبة النوب، وعين الأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدمين، وعين الأمير بيبرس قرابته ثم بطل عقيب ذلك، وتعين عوضه الأمير أبرك الذي كان نائب طرابلس وهو الآن مقدم ألف. وأبرك هذا من مماليك السلطان، فلما عينه جعله باشا على المماليك الجلبان الذين عينوا إلى السفر. وعين في ذلك اليوم جماعة من الأمراء الطبلخانات ومن الأمراء العشراوات.

ثم في يوم السبت خامس عشره نزل السلطان إلى الميدان وعرض بقية العسكر، وكتب الغالب منهم إلى حلب.

وفي هذه الأيام تصدى الزيني بركات بن موسى إلى عقوبة شمس الدين بن عوض وولده، فما أبقى ممكنا في ذلك من ضرب كسارات وعصر أكعاب، وعصرهما في أصداغهما وفي أيديهما وحرق أصابعهما بالنار، ولم يرد ابن عوض من المال الذي قرر عليه إلا القليل وكان جلدا على العذاب. وقد تقدم له مع الأمير أزدمر الدوادار أنه عاقبه أشد العقوبة ولم يقر بشيء من المال.

وفي يوم الاثنين سابع عشره جلس السلطان على المصطبة التي بالحوش وأنفق الجامكية على العسكر، ثم أنفق نفقة السفر على العسكر المعين إلى حلب، فدفع إلى كل مملوك مائة دينار على العادة وجامكية أربعة أشهر معجلا وثمن جمل سبعة أشرفية، وقد مشى على طريقة الملك الأشرف قايتباي في أمر النفقة على العسكر عند توجههم إلى البلاد الشامية.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشره نزل السلطان وزار ضريح الإمام الشافعي والإمام الليث بن سعد ، وتصدق في ذلك اليوم بمبلغ له صورة، وكان السلطان في حملة كبيرة بسبب ابن عثمان والصفوي.

وفيه ظهر أحمد بن الصايغ شريك الزيني بركات بن موسى، وكان له مدة وهو مختف من الزيني بركات وقد تقدم القول على ذلك، فطلع به بعض الأمراء وقابل السلطان فلم يخلع عليه لأجل خاطر الزيني بركات.

وفي ذلك اليوم جلس السلطان بالميدان وعرض مماليكه الجلبان وكتب منهم نحو خمسمائة مملوك فكان الذي كتب من القرانصة والجلبان جملة ذلك نحو ألفين وأربعمائة مملوك على ما قيل وعينهم للسفر إلى حلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>