وفي يوم الخميس سادسه خلع السلطان على شخص من الأمراء العشراوات يقال له:
ماماي الخازندار، وأصله من مماليك السلطان، فعينه بأن يتوجه إلى الشام وعين صحبته الخواجا يونس العادلي، وسبب ذلك أن السلطان قوى عزمه على أن يزوج ولده بابنة سيباي نائب الشام فأرسل هذين اللذين عينهما بالمهر، وأنهما يعقدان العقد بالشام، فلما توجها إلى غزة جاءت إليهما الأخبار بأن بنت سيباي نائب الشام التي توجها بسببها قد توفيت إلى رحمة الله تعالى، فأرسلا كتابا للسلطان بذلك وأن لنائب الشام بنتا أخرى صغيرة، فأرسل السلطان يقول لهما: ادفعا لنائب الشام المهر الذي أرسلناه واعقدا العقد على ابنته الصغرى، فامتثلا لذلك.
وفي عقيبه خلع السلطان على شخص يقال له: إبراهيم السمرقندي وعين صحبته خاصكيا، بأن يتوجها إلى القدس والكرك في بعض المهمات السلطانية، ثم بعد ذلك بطل سفرهما إلى تلك الجهات لأمر أوجب ذلك.
وفي يوم الخميس المذكور تغير خاطر السلطان على جاني بك دوادار الأمير طراباي الذي هو متحدث في الأستادارية الآن، وكان السلطان أنعم على جاني بك هذا بإمرة عشرة، وكان سبب تغير خاطر السلطان على جاني بك أن الأمير طومان باي الدوادار أرسل مطالعة للسلطان وهو بالصعيد يشكو فيها من جاني بك هذا أنه صار يعارضه فيما يرسم به ويعاكسه فيما يقوله في أمر الديوان المفرد، وكان جاني بك غير محبب للناس لا يراعي من الأمراء أحدا ويأخذ الحمايات المقطعين معجلا قبل أن تروى البلاد، فصار معه سنة معجلة من المقطعين من الحماية والشياخة دايرة في حساب الديوان المفرد وربما راحت على المقطعين، ويرسم على الأمراء وأعيان الناس حتى يستخلص منهم جميع ما عليهم من الحمايات في يوم واحد فضج منه الأمراء والعسكر، فلما تزايد ظلمه وعسفه بالعسكر والفلاحين وضعفاء الناس أخذه الله تعالى من الجانب الذي كان يأمن إليه، وكان عند السلطان من المقربين الخواص فانقلب عليه ما كأنه يعرفه، وهذا الذي وقع له بدعوة مظلوم، فكان كما قيل في المعنى: