للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: لا شك أنت عندي … تصلح للدرس والدرايه

وكان أصل شمس الدين بن عوض فلاحا من فلاحين منية مسير بالغربية، وقيل: من بانوب والله أعلم.

وفي يوم الثلاثاء المذكور بعد العصر قبض السلطان على شمس الدين بن عوض وعلى ولده الصغير فوضعوهما في الحديد، وكان سبب ذلك أن الأمير خاير بك كاشف الغربية أحد الأمراء المقدمين كان متحدثا على بعض بلاد في تقسيط ابن عوض، فحصل بينه وبين ابن عوض حظ نفس بسبب ابن جميل أحد مشايخ الغربية وقد شفع فيه عنده فلم يقبل شفاعته. فقال الأمير خاير بك للسلطان: "أنا أثبت لك في جهة ابن عوض مائة وخمسين ألف دينار". فاعتدل السلطان على ابن عوض وشكه في الحديد هو وولده وأرسلهما إلى بيت الأمير خايد بك ثم نقلهما من بعد ذلك إلى بيت الزيني بركات بن موسى، وكان الزيني بركات بلغه أن ابن عوض ساعي في القبض عليه فبادر إليه ابن موسى، وأشيع بين الناس أن الزيني بركات بن موسى التزم بما قرر على شمس الدين بن عوض من المال وتسلمه ونقله إلى داره وشرع في عقابه وضربه وعصره بالمعاصير في أصداغه وأكعابه هو وولده وتفنن في عذابهما تفنينا، فلم يرد ابن عوض من المال الذي قرر عليه إلا اليسير، وكلما زاد في عقابهما لم يفده ذلك شيئا، وكان شمس الدين بن عوض متكلما على عدة جهات من البلاد، وقبض عليه السلطان، وابنه متكلما على كتابة الخزائن الشريفة مع مشاركة أولاد الجيعان، وكان ابن عوض من المقربين عند السلطان فأخذ من الجانب الذي كان يأمن إليه.

وفيه غيب أحمد بن الصايغ لما رأى السلطان مائلا إلى الزيني بركات بن موسى ولم يسمع فيه مرافعة، فما وسعه إلا أن غيب خوفا من ابن موسى. وكان أحمد بن الصايغ باغيا على الزيني بن بركات بن موسى فإنه هو الذي أنشأه وكان برددار عنده، فلما راج أمر أحمد بن اصايغ صار شريكا للزيني بركات في جميع جهاته التي يتكلم عليا حتى الحسبة الشريفة، فلم يقنع بهذا كله فقصد أن يشتري الزيني بركات من السلطان بثلاثين ألف دينار فلم يوافقه السلطان على ذلك ونهره، فخاف وغيب واختفى مدة يسيرة وسيظهر بعد ذلك.

وفيه في يوم الجمعة ثاني عشرينه خلع السلطان على قاصد ابن عثمان وأذن له بالعودة إلى بلاده وعين صحبته أينال باي دوادار سكين ليوجهه إلى هناك ويكشف عن الأخبار الصحيحة ويعلم السلطان بذلك، وقيل: إن السلطان أنعم على أينال باي بخمسمائة دينار

<<  <  ج: ص:  >  >>