للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ عبد الباسط ضنينا بنفسه وعنده يبس طباع مع شمم زائد، وكان معظما عند الأتراك والأمراء، وكان عارفا باللغة التركية وفيه جملة محاسن، وكان بقية السلف وعمدة الخلف وكان أصابه علة السل فأقام نحو سنة ونصف وهو عليل منقطع في داره حتى مات رحمة الله عليه.

وفي يوم الخميس سابعه نزل السلطان وتوجه إلى تربة العادل التي بالريدانية، وجلس هناك على المصطبة ونصب له سحابة … ثم جربوا قدامه مكاحل نحاس وحديد، فكان عدتهم نحو أربع وسبعين مكحلة فصح منهم شيء وتفرقع شيء.

ثم أن السلطان قام من هناك وتوجه إلى قبة الأمير يشبك التي بالمطرية فأقام هناك إلى بعد العصر، وركب وعاد إلى القلعة وشق من القاهرة ودخل من باب الفتوح في نفر قليل من العسكر، فلما شق من القاهرة ارتفعت له الأصوات بالدعاء وقيل: إنه فرق في ذلك اليوم نحو مائة دينار وكسور على الفقراء والمساكين والمغاني الذين كانوا صحبته في القبة، ثم طلع إلى القلعة.

وفي يوم الاثنين حادي عشره كان آخر مضي الخماسين، وصادف أنه في ذلك اليوم كان عيد ميكائيل، ونزلت النقطة في ليلة الاثنين. وقد مضت الخماسين على خير ولم يقع كان عيد ميكائيل، ونزلت النقطة في ليلة الاثنين. وقد مضت الخماسين على خير ولم يقع فيها الطاعون، ولم يدخل إلى مصر. وكانت الناس تلهج بوقوع الطاعون في هذه السنة ويكون أمرا عظيما، فوقع بعض طعن في الشرقية وأقام أياما وارتفع ولم يغش أمر الطاعون بمصر.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني عشره كانت ليلة سيدي إسماعيل الأنبابي ، وكانت من الليالي المشهودة وخرجت فيها الناس عن الحد في القصف والفرجة، وضرب في الجزيرة التي ببولاق تجاه الرصيف فوق الخمسمائة خيمة، وكانت الناس في أمن ورخاء، وكان في الرمل سوق حافل بدكاكين مبنية ونقلوا إليها أفخر البضائع، وكثر هناك البيع والشراء على المتفرجين.

وفي يوم الخميس رابع عشره حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير أقباي الطويل أمير آخور ثاني الذي كان توجه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، فلما طلع وقابل السلطان خلع عليه كاملية حافلة بسمور ونزل في موكب مشهود، وحصل له جملة تقادم عظيمة من ابن عثمان ومن النواب ما بين مال وخيول ومماليك وقماش وغير ذلك.

وفيه وقعت مرافعة مهولة بين الزيني بركات بن موسى وبين أحمد بن الصايغ، وقصد ابن الصايغ أن يتسلم الزيني بركات بن موسى على ثلاثين ألف دينار، واستمرت هذه المرافعة عمالة بينهما حتى يكون من أمرهما ما سنذكره في موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>