للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيابة سيس، وكان قبل ذلك في ناية سيس ثم عزل عنها، وكان مقيما بمصر بطالا حتى خلع عليه وولاه كما كان.

وفي يوم الجمعة سابع عشره نزل السلطان وعدى إلى الروضة وأقام بالمقياس وصلى هناك صلاة الجمعة، فلما بلغ ذلك قاضي القضاة الشافعي علاء الأخميمي توجه السلطان إلى المقياس، فتوجه إليه وخطب به في جامع المقياس وصلى به الجمعة هناك. ثم أن السلطان أقام في المقياس إلى بعد العصر ونزل في مركب وشق على بر الروضة وطلع من على الجزيرة الوسطى وأتى إلى القلعة.

وفي يوم السبت ثامن عشره فيه ابتدأ السلطان بضرب الكرة في الميدان، فطلع إليه الأمراء على جاري العادة، ولكن كان السلطان محصتكا في جسده فلم يضرب الكرة إلا ضربا هينا … حتى يقال: إن السلطان ضرب الكرة في هذه السنة!

وفي يوم الخميس ثالث عشرينه خلع السلطان على الأمير أزبك المكحل كاملية صوف صيني بسمور، وألبسه تخفيفة كبيرة التي يسمونها الناعورة، وكان من حين حضر من ثغر دمياط وهو بتخفيفة صغيرة ولم يدق على بابه طبلخاناه وكان كهيئة الطرخان، فجبر السلطان بقلبه في ذلك وخلع عليه وأعاده إلى التقدمة كما كان.

وفي ذلك اليوم المذكور حضر قاصد من عند سليم شاه بن عثمان ملك الروم، وكان السلطان بالميدان، فلما قرئ على السلطان مطالعة ابن عثمان أشيع بين الناس أن ابن عثمان يقصد أن يمشي على شاه إسماعيل الصفوي صاحب العراقين. فأرسل يعلم السلطان بذلك وأن يكون هو والسلطان أمرا واحدا وقولا جازما على الصفوي حتى يكون من أمره ما يكون.

وفي ذلك اليوم توفي الخواجا شمس الدين محمد الحليبي وكان من أعيان التجار في سعة من المال، ولكن جرى عليه شدائد ومحن في أواخر عمره، وصودر وأخذ ماله غير ما مرة، وقد تقدم القول بما وقع له مع السلطان من المصادرات ودخوله إلى المقشرة وهو في الحديد وأقام بها مدة، وكان السلطان قصد أن يثبت عليه كفرا ويضرب عنقه وقد تقدم سبب ذلك في موضعه، وقد مات قهرا مما وقع له.

وفيه توفي صاحبنا أبو الفضل الذي كان متحدثا في نظر المواريث، وكان لين الجانب عشير الناس وكان لا بأس به، ومات والناس عنه راضية.

وفي يوم السبت خامس عشرينه نزل السلطان إلى الميدان وعزم على قاصد ابن عثمان وأضافه وخلع عليه، وأذن له بالعودة إلى بلاده وكتب له الجواب عن مطالعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>