للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من القلعة في موكب حفل وقدامه أعيان المباشرين وغير ذلك من أعيان الناس، وكان له يوم مشهود.

وفي يوم السبت رابعه فرق السلطان على المماليك رماحا بسبب لعب الرمح، ثم أنفق عليهم فأعطى لكل مملوك ستة أشرفية ثمن خام على جاري العادة، وكان في السنة الخالية لم يعطهم شيئا، فأعطاهم ست أشرفية عن هذه السنة وما قبلها حتى يرضيهم وهم غير راضين بذلك والإشاعات قائمة بوقوع فتنة كبيرة وصار الناس على رؤوسهم طيرة، ووزع التجار قماشهم من الدكاكين خوفا من النهب.

وفي يوم الاثنين سادسه خرج الأمير طومان باي الدوادار الكبير إلى بلاد الصعيد بسبب ضم المغل وجمع الأموال، فخلع عليه السلطان ونزل من القلعة في موكب حفل، وصحبته الأمراء المقدمون وأعيان المباشرين، وكان ذلك اليوم مشهودا.

وفي يوم الثلاثاء سابعه جلس السلطان على المصطبة بالحوش وفرق على العسكر ثلاثة أشهر عن ثمن اللحم المنكسر لهم، فغلق لهم إلى آخر سنة تسع عشرة وتسعمائة، وصار لهم من أول سنة عشرين وتسعمائة، وصار يستدعي طبقة بعد طبقة مثل تفرقة الجامكية.

وفي يوم الجمعة عاشره قلع السلطان الصوف ولبس البياض، ووافق ذلك عاشر بشنس القبطي، وكان الوقت رطبا.

وفي يوم السبت حادي عشره عمل السلطان المولد الشريف النبوي، ونصب الخيمة الكبيرة بالحوش، وحضره القضاة الأربعة الذين تولوا عن قريب، وهذا كان أول اجتماعهم في المولد النبوي بالقلعة، وحصر الأتابكي سودون العجمي وبقية الأمراء المقدمين، فكان المولد في ذلك اليوم حافلا.

وفي هذا الشهر جاء الأخبار من الجيزة بأن عرب عزالة نازلين بالقرب من البدرشين، فلما بلغ ذلك الأمير طومان باي الدوادار ركب من وقته وكبس عليهم، فقبض على جماعة من مشايخهم وشكهم في الحديد، وقيل: كان عدتهم غير المشايخ المذكورين من أعيانهم وكانوا نحو ثمانية عشر إنسانا - مائة خمسة وأربعين إنسانا وبعث بهم إلى السلطان، فلما عرضوا على السلطان قصد أن يكلبهم على أبواب القاهرة، فمنعه بعض الأمراء من ذلك وقال له: "متى أن قتلت هؤلاء العربان نهبت عرب عزالة إقليم الجيزة عن آخره". فرجع عن قتلهم وأمر بسجنهم في المقشرة.

وفي يوم الخميس سادس عشره خلع السلطان على شخص من الأمراء العشراوات يقال له: قانصوه الفقيه، وأصله من مماليك الأشرف قايتباي، فقرره في نيابة عينتاب، وقيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>