للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه نزل السلطان وعدى إلى الروضة وأقام في خرطوم الروضة ذلك اليوم، وكان نهار غيم فانشرح في ذلك اليوم، وأحضر له الزيني بركات ابن موسى هناك مأكل فاخرة وأسمطة حافلة، فأقام هناك إلى بعد العصر وعدى وطلع القلعة وشق من الصليبة في نفر قلائل من الخاصكية، وكان صحبته الأمير خاير بيك الخازندار أحد الأمراء المقدمين وآخرون من الأمراء العشراوات.

وفي يوم السبت ثامن عشره صلى السلطان صلاة الفجر، ونزل من القلعة فتوجه إلى الريدانية ونزل بالوطاق الذي نصب هناك، وجلس بالمخيم الشريف، وخرج صحبته الأمراء المعينون المقدم ذكرهم، فأقام السلطان بالوطاق من يوم السبت إلى يوم الأربعاء، وقد قصد التوجه إلى نحو السويس ليكشف على المراكب التي أنشأها هناك. وكان صحبته من المباشرين القاضي شهاب الدين أحمد بن الجيعان نائب كاتب السر وأخوه كريم الدين وأولاده الملكي كاتب الخزانة وأبو البقا ناظر الإسطبل وناظر الخاص علاء الدين وأولاده ابن فخيرة كتاب المماليك وآخرون من أعيان المباشرين.

وأخذ السلطان صحبته الصنجق السلطاني والكوسات والطبول والزمور … وأخذ صحبته محفة بغشي أطلس أصفر وطلبا حربيا، ورسم للعسكر الذين صحبته بأن يأخذوا معهم اللبس الكامل من زرديات وبركستوانات وخوذ وغير ذلك من آلة السلاح، فلما تحقق العسكر خروج السلطان ماجت القاهرة لخروجه وتكالب العسكر على مشترى قرب وبقسماط وغير ذلك من احتياج السفر، ولم يعهد قط من سلطان أنه خرج إلى السويس وسافر على هذا الوجه. ولما كان السلطان في الوطاق خلع على شخص من الأمراء العشراوات يقال له جاني بك قرا فقرره باش المجاورين بمكة، ولما نزل السلطان من القلعة شق من بين الترب حتى نزل بالوطاق، فرسم للوالي بأن يشهر المناداة في القاهرة عن لسان السلطان بأن لا مملوك ولا ابن ناس ولا غلام ولا عبد يخرج من داره من بعد المغرب، وأن لا أحد يمشي بسلاح ولا مملوك يغطى له وجه، ولا يعبث على متسبب.

فلما أشهر النداء بذلك ارتفعت الأصوات له بالدعاء، فصار الوالي يكرر هذه المناداة في القاهرة ثلاثة أيام متوالية.

*****

وفي صفر كان مستهل الشهر يوم الثلاثاء، وكان السلطان مقيما بالوطاق فتوجه إليه الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فبالغ السلطان في إكرامهم، ولا سيما أمير المؤمنين المتوكل على الله، فإن في ذلك اليوم توجه أبو بكر وأخوه أحمد أولاد سيدي

<<  <  ج: ص:  >  >>