للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقوب، وقد ذكرنا ذلك في موضعه، ومات والعداوة واقعة بينهما، وقد كفى الله الخليفة يعقوب وولده محمد المتوكل على الله شر خليل بصبرهما عليه. وقد قيل في المعنى:

اصبر على مضض العدو … فإن صبرك قاتله

النار تأكل بعضها … إن لم تجد ما تأكله

وفي يوم الاثنين ثالث عشرين المحرم فيه خلع السلطان على الأمير طقطباي نائب القلعة أحد المقدمين وقرره أمير حاج بركب المحمل، وخلع على الركني سيدي عمر ابن الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر جقمق وقرره أمير حاج بالركب الأول فبكى وشكا من ذلك، وكان فقيرا لا يحمل حاله ذلك، فلم يلتفت السلطان إلى شكواه ولا رق له، وقد خالف السلطان العوائد القديمة في لبس أمراء الحاج في شهر المحرم، وكانت العادة القديمة بأن يلبسوا بعد المولد في شهر ربيع الأول، فبادر السلطان وألبسهما في هذا الشهر وعجل بذلك.

وفي أواخر هذا الشهر جاءت الأخبار من مكة بوفاة قطلباي باش المجاورين، فلما تحقق موته خلع السلطان على شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له: جاني بك قرا وقرره في باشية مكة عوضا عن قطلباي بحكم وفاته بمكة.

وفيه خلع السلطان على شخص من المماليك يقال له: يونس، وقرره ترجمانا عوضا عن تغري بردي الترجمان، وكانت هذه الوظيفة شاغرة من حين تغير خاطر السلطان على تغري بردي كما تقدم ذكر ذلك. وكان يونس هذا قبل ذلك من جملة الزردكاشية ثم بقي نائب الترجمان ثم بقي ترجمانا كما كان تغري بردي.

وفي يوم الثلاثاء رابع عشرينه عرض السلطان جماعة من خاصكيته وعين منهم نحوا من ثلاثمائة خاصكي ليتوجهوا معه إلى السويس بصحبته. ثم عين بعد ذلك جماعة من الأمراء المقدمين ليتوجهوا صحبته إلى السويس، فعين الأتابكي سودون العجمي والأمير أركماس أمير مجلس والأمير طومان باي الدوادار قرابة السلطان، وعين الأمير سودون الدواداري رأس نوبة النوب، والأمير أنص باي حاجب الحجاب والأمير خاير بك كاشف الغربية أحد الأمراء المقدمين. وعين جماعة من الأمراء الطبلخانات من أرباب الوظائف منهم مغلباي الزردكاش، وجماعة آخرين من الأمراء العشراوات، فلما عينهم شق عليهم سفر السلطان إلى السويس لعدم الماء والكلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>