للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشره توجه قاضي القضاة الشافعي علاء الدين الأخميمي إلى درس المدرسة الصالحية النجمية، وهو أول حضوره إلى الدرس، فتصدر للتدريس بها فأبدى فوائد كثيرة وقواعد جليلة مع الفصاحة وحسن التأدية، فقال في ذلك صاحبنا الشيخ شمس الدين أبو اليمن اسنهوري وأجاد في ذلك حيث قال:

لدرس الصالحية جئت حبا … إلى قاضي القضاة أبي العلاء

علاء الدين الأخميمي أبدى … قواعد من علوم مع ثناء

ولا عجب لما أبدى فإن ال - … قواعد من تآليف العلاء

وقال الناصري محمد بن قانصوه:

قاضي القضاة علاء الدين أنت لها … كفؤ لتنفيذ أحكام بأحكام

خليفة الشافعي في الحكم صرت فدم … جبرا إذا لاح كسر الدين كلام

ولما تم أمر القاضي علاء الدين في القضاء جاء علي الوضع وافر الحرمة، نافذ الكلمة، وله يد طائلة في معرفة أمور القضاء، فكان كفؤا لذلك، وكان دينا خيرا ما عهد له صبوة قط، مطرح النفس عفيفا عن الرشوة من حين كان نائبا وإلى أن بقي قاضي القضاة، فهو من أهل الفضل والدين، ثم أنه قرر الشيخ محلي بأن يتولى أمور بابه بما يرد عليه من الفتاوى وغير ذلك.

وفي يوم الثلاثاء المقدم ذكره كانت وفاة الأمير جانم السيفي قاني باي الفهلوان الذي كان دوادار الأمير يشبك بن مهدي الدوادار، وجانم هذا هو الذي أنشى المدرسة اللطيفة التي تجاه جامع قوصون، وكان دينا حيرا لا بأس به، وكان قد كبر وطعن في السن.

وفيه حضر سيف تمراز نائب قلعة حلب، وكان تولى نيابة قلعة البيرة وعينتاب.

وفيه جاءت الأخبار من البحيرة بوفاة الجويلي شيخ مشايخ عربان البحيرة، وكان محمود السيرة في طرد العبران المفسدين عن البلاد، وكان في سعة من المال، فلما مات تقرر بعده ابن أخيه في مشيخة البحيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>