للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الأربعاء عاشره ابتدأ السلطان فيه بتفرقة النفقة على الأمراء المقدمين، فأرسل أولا إلى الخليفة المتوكل على الله ألف دينار على يد بدر العادلي فراش الخزانة، فلما أحضر للخليفة ألف دينار، ألبسه كاملية صوف بسمور وأعطاه خمسين دينارا، ثم أرسل للأتباكي سودون العجمي ألفي دينار، وأرسل لبقية الأمراء المقدمين لكل واحد منهم ألف دينار، وأرسل للأمراء الطبلخانات لكل واحد منهم مائتي دينار، وأرسل للأمراء العشراوات لكل واحد منهم مائة دينار.

وفي يوم الخميس حادي عشره ابتدأ السلطان بتفرقة النفقة على العسكر فأعطى لكل مملوك ثلاثين دينارا.

وفي يوم الجمعة ثاني عشره خرج الأمير خشقدم شاد الشون الذي تعين صحبة قاصد الهند. وفي ذلك اليوم توفي شخص من الأمراء العشروات يقال له: شاهين، وكان كاشف البحيرة.

وفي يوم الاثنين خامس عشره فرق السلطان الجامكية على العادة ومعها النفقة، فأعطى ثلاثين دينارا لكل مملوك، وأعطى للعواجز منهم عشرين دينارا، وللشيوخ الضعفاء منهم عشرة دنانير، وأنفق على المماليك الكتابية لكل مملوك خمسة دينانير، وأنفق على بعض جماعة من الأيتام ممن له جامكية أشرفي فأعطاهم أشرفيين، وأعطى لمن له جامكية ألف عشرة دنانير، فقيل: كان جملة هذه النفقة على ما قيل: ثلاثمائة ألف دينار، وقيل: فوق ذلك، حتى عدت هذه النفقة من النوادر الغريبة كونه صرف ذلك بطيب من خاطره من غير كره منه، فكان كما يقال في المعنى:

كأنه في العطاء بحر ندا … وبذله النقد فيه تيار

إن استمال القلوب لا عجب … لله عند القلوب أسرار

قد راقب الله خشية وله … عند اكتساب الثواب أوطار

ثم أنه في يوم الثلاثاء سادس عشره نادى في الحوش بأن كل من كان قطعت له جامكية من رجال أو نساء فيطلع في أول الشهر حتى ينظر السلطان في حالهم ويرد لهم ما قطع لهم، فارتفعت الأصوات له بالدعاء في ذلك اليوم.

وفي يوم الخميس ثامن عشره رسم السلطان بأن يبطل ما كان من الخانكاه من المشاهرة والمجامعة التي كان على الحسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>