للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنفيه إلى قوص وقطع جامكيته، فلما رضي عليه أعاده إلى مصر وصرف له ما قطع من جامكيته.

ثم ذكر له الشرفي يونس النابلسي الذي كان أستادارا وعزل عنها فسامحه بما بقي عليه من مال المصادرة، وقيل: إنه رتب له على الجوالي في كل شهر ثلاثة آلاف درهم ورسم له بإعادة بلد في نابلس كانت أخذت منه في المصادرة، بعد ما قاسى شدائد ومحنا فعطف عليه ورتب له ذلك … هذا على ما قيل وأشيع بين الناس ولم ألتزم صحة ذلك.

وقيل: إن السلطان فرق في هذا الشهر نحوا من ثلاثة آلاف دينار على مجاوري جامع الأزهر والزوايا التي بالقرافة والمزارات، وفعل في هذا الشهر أشياء كثيرة من هذا النمط من وجوه البر والإحسان حتى عد ذلك من النوادر الغريبة.

وأشيع بين الناس أن السلطان قد رد لبعض جماعة من أولاد الناس ما كان أخرجه عنهم من إقطاعاتهم، ووعد برد الجوامك التي قطعت للنساء والأيتام بواسطة الأتابكي قيت الرحبي أن يعيدها إليهم عن قريب. ومما وقع لي أنني امتدحت السلطان نصره الله تعالى بقصيدة سنية ومن جملة أبياتها:

قد أظهر العدل في الرعايا … وأبطل الجور والمظالم

هذا الذي عنه أخبرتنا … طوالع النجم والملاحم

يصير الشاة في حماه … تمشي مع الأسد والضراغم

فلامني الناس على قولي:

قد أظهر العدل في الرعايا … وأبطل الجور والمظالم

وكان السلطان في قوة عسفه على الناس في تلك الأيام فما عن قريب حتى أظهر السلطان هذا العدل العظيم الذي وقع منه في هذه الأيام، فكان الفأل بالمنطق في إظهار عدله وقد ألهمه الله تعالى إلى ذلك.

وفي يوم السبت سادسه جلس السلطان في شباك الأشرفية وفرق على مماليكه الذين أخرج لهم الخيل والقماش ففرق عليهم في ذلك اليوم سيوفا وأقواسا وتراكيش ونشابا وزرديات، وكانوا نحوا من ثلاثمائة مملوك. وفي اليوم الثاني فرق على ثلاثمائة أخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>