للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ربيع الآخر، ففي يوم الاثنين ثانيه، خلع السلطان على الأمير قانصوه كرت أحد الأمراء المقدمين وقرره في إمرة ركب المحمل، وخلع على الأمير طومان باي حاجب ثاني وقرره في إمرة الحاج بالركب الأول، وكان من الأمراء الطبلخانات.

وفي تلك الليلة نزلت النقطة وكان عيد ميكائيل.

وفي ذلك اليوم كان وفاة علي الجركسي، وكان من أخصاء خاير بك نائب حلب، فحضر إلى مصر في بعض أشغال نائب حلب فمات بالطاعون بمصر، وكان رقي في أيام خاير بك نائب حلب حتى بقي حاجبا ثانيا بحلب، وهي في منزلة إرة طبلخاناه بمصر.

وكان أصل علي الجركسي هذا ابن فران، وكان في صغره مليح الشكل فحظي عند الأمير خاير بك حتى بقي عنده بجمقدارا، فلما قرر خاير بك في نيابة حلب سعى له عند السلطان في الحجوبية الثانية بحلب وصار من جملة الأعيان بمصر وحلب، وكان حضر إلى مصر وتوجه إلى الحجاز فحج ورجع من الحجاز وأقام بمصر مدة يسيرة ومات مطعونا، وكانت له جنازة حافلة.

وفيه أبطل السلطان ضرب الكرة بسبب ذلك العارض الذي حصل له في عينه، ولأجل أن الطعن كان عمالا، وكان غالب الأمراء في نكد بسبب فقد أولادهم.

وفيه تزايد بالسلطان رخو في جفونه، فجمع الأطباء والكحالين وعقدوا له مجلسا بسبب ذلك الرخو الذي في جفونه، فاجتمع رأي الحكماء والكحالين على أنهم يقصوا من جفنه ما طال، فلم يوافق السلطان على ما قالوه من قص جفنه، فطلعت إليهه امرأة تركية وقالت له: "أنا أداويك من غير أن أقص جفنك بشيء من الفولاذ". فأقامت عند السلطان مدة وهي تعالج في عينه.

وفي يوم الاثنين تاسعه جلس السلطان في شباك الأشرفية التي بجوار الدهيشة، وعرض جماعة من المماليك السيفية وغير ذلك من أولاد الناس، وكتب منهم نحوا من ثلاثمائة مملوك بأن يتوجهوا إلى السويس صحبة الأمير أركماس أمير مجلس والأمير قانصوه أبو سنة، بسبب الكشف على المراكب التي عمرها السلطان هناك واستعجال سرعة العمل في ذلك، ثم أن السلطان عين الأمير مغلباي الزردكاش الكبير وعين معه ثلاثين إنسانا من الزردكاشية بأن يتوجهوا إلى نحو السويس صحبة المكاحل التي يرسلها السلطان إلى هناك، وعين معهم جماعة من النجارين والحدادين وعين معهم جماعة من الرماة بالبندق الرصاص وجماعة من النفطية، ورسم لهم بأن يخرجوا إلى هناك بسرعة من غير نفقة فتضرروا من ذلك، ثم بلغ السلطان أن المماليك المتعينين إلى السفر قد صمموا على عدم السفر، وكان منهم ناصرية وظاهرية وأشرفية وعادلية وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>