للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يحضر تفرقة الجامكية وكثر القال والقيل بين الناس، فلما كان يوم الجمعة لم يخرج السلطان إلى صلاة الجمعة، فلما انقضت صلاة الجمعة دخل قاضي القضاة الشافعي والأمراء المقدمون وسلموا على السلطان وهو في الدهيشة فأسقاهم سكرا، ثم سلموا عليه وانصرفوا.

وفي يوم السبت ثاني عشرينه حضر هجان من مكة في مسافة تسعة أيام وأخبر بأن الفرنج قد ملكوا كمران وأنهم بيحاصروا مدينة سواكن، وأن الشريف بركات أمير مكة خرج إلى جدة هو وباش المجاورين وجماعة من المماليك المجاورين الذين هناك بمكة، وأقاموا بجدة خوفا على البندر من الفرنج أن يهجموا عليه، فأرسلوا يعلمون السلطان بذلك، فلما جاء هذا الخبر تنكد له السلطان إلى الغاية ولا سيما كان منقطعا في الدهيشة بسبب عينه، فحصل للناس بهذا الخبر غاية النكد.

فلما كان يوم الجمعة خرج السلطان وصلى صلاة الجمعة، فلما خرج قاضي القضاة الشافعي كمال الدين الطويل ورقي إلى المنبر خطب خطبة بليغة في معنى هذا النازلة التي وقعت بسبب الفرنج وأخذهم لعدة بلاد من سواحل اليمن، فلما قامت الصلاة قال المؤذنون: "القنوت عقيب الصلاة". فلما صلى قاضي القضاة صلاة الجمعة قنت في الركعة الأخيرة من صلاة الجمعة، فقنت السلطان والأمراء ومن في الجامع قاطبة، فعد ذلك من النوادر.

وفيه نزل السلطان إلى الميدان وجلس به وأمر بعرض العسكر الذين استجدهم في الطبقة الخامسة فعرضهم وهم لابسون الزرديات والخوذ وفي أوساطهم السيوف، وكان منهم رماة بالبندق الرصاص. فلما عرضهم كتب منهم جماعة نحوا من ثلاثمائة إنسان، وعين باشهم الأمير أركماس أمير مجلس ومعه الأمير قانصوه أبو سنة أحد المقدمين، وعين معهم جماعة من المماليك السلطانية، ورسم لهم بأن يتوجهوا إلى السويس ويقيموا به بسبب عمارة المراكب التي عمرها السلطان هناك.

وفيه عين السلطان الأمير حسين بأن يتوجه إلى جدة ويستقر في نيابتها على عادته، وعين الأمير خشقدم شاد الشون بأن يتوجه إلى جدة ويقيم بها لأجل الكشف على أخبار الفرنج وغير ذلك.

وفيه نزل السلطان إلى الميدان وعرض جماعة من الزردكاشية ورماة البندق الرصاص والنفطية، وعين منهم جماعة بأن يتوجهوا إلى جدة صحبة الأمير خشقدم ويقيموا بها إلى أن يعين لهم السلطان تجريدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>