للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاته نزل وصلى عليه، ومشت الأمراء قدام نعشه، وأخرجوا قدامه كفارة كما فعلوا بأخيه سليمان، ودفن على أخيه بالصحراء.

وفي يوم الأحد تاسعه نزل السلطان إلى مدرسته التي أنشأها بالشرابشيين فقام بها إلى آخر النهار، ونصب له سحابة على سطح المدرسة حتى يكشف على عمارة القبة التي هدمت وأعيدت ثانيا.

وفي يوم الاثنين عاشره جاءت الأخبار بوفاة مصرباي أخي جان بلاط الذي قرر في كشف الغربية عوضا عن أخيه جان بلاط، فلم يقم في كشف الغربية بعد أخيه إلا أياما ومات، فلما مات خلع السلطان في ذلك اليوم على شخص يقال له ألماس الساقي، فقرره في كشف الغربية عوضا عن مصرباي الذي توفي كما تقدم.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشره عمل السلطان المولد النبوي على العادة، ولكن كان الطعن عمالا والناس في غاية النكد، ومات بالطاعون من العسكر ما لا يحصى.

وفي هذا الشهر جاءت الأخبار من بلاد ابن عثمان بأن سليم شاه الذي تولى على مملكة الروم بعد أبيه أبي يزيد عثمان، وقد وقع بينه وبين أخيه قرقد شقيقه وهو الذي حضر إلى مصر كما تقدم، فلما وقع بينهما احتال عليه حتى حضر إلى عنده فقتله وقيل خنقه بوتر، وأشيع أيضا أنه قتل أخاه أحمد بك الذي حضر أولاده إلى مصر وماتوا بالطاعون كما تقدم، وأشيع أنه قتل جماعة من وزرائه، وقد صار ملك الروم في اضطراب وربما يخشى عليه من الفرنج، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد فني أكثر أولاد ابن عثمان، وكان ابن عثمان ماسك زمام البلاد لطرد الفرنج عنها.

وفي يوم السبت خامس عشره توفيت ابنة السلطان الأشرف جان بلاط، فصلى عليها السلطان ودفنت في مدرسة أبيها بباب النصر، وكان لها من العمر نحو من اثنتي عشر سنة، وكانت جنازتها حافلة.

وفي ذلك اليوم نزل السلطان إلى مدرسته وكشف على عمارة القبة، وأقام هناك إلى بعد العصر، ومد له الزيني بركات بن موسى هناك مدة حافلة، ونصب له السلطان سحابة على سطح المدرسة، ونظر إلى عمارة القبة واستحث البنائين على سرعة البناء.

وفي هذا الشهر تزايد أمر الطاعون وفتك في المماليك حتى صار يموت منهم في كل يوم نحو من خمسين مملوكا، وكان قوة عمله بعد الخماسين وظهور الثريا، ونزلت النقطة والطعن عمال.

وفي يوم الاثنين سابع عشره احتجب السلطان في الدهيشة ولم يخرج إلى الناس، وتزايد به ذلك العارض الذي في عينه، وأشيع بين الناس أن جفونه ارتخت على عينه،

<<  <  ج: ص:  >  >>