بمثلها، وسبب ذلك أن الطعن كان كل يوم في تزايد وكان السلطان موهوما على نفسه، وقد أشيع بين الناس أنه رأى مناما بأن النجوم قد تساقطت من السماء إلى الأرض، ثم بعد ذلك سقط القمر، فأول ذلك بأن النجوم هي العسكر والقمر هو الملك، فعند ذلك أخذ في أسباب إظهار العدل وإبطال شيء من المظالم، ولله الحمد على ذلك.
وفي يوم لجمعة سلخ هذا الشهر قلع السلطان الصوف ولبس البياض، وذلك في حادي عشر بشنس القبطي، وكان الوقت رطبا.
*****
وفي ربيع الأول كان مستهل الشهر يوم السبت، فطلع الخليفة والقضاة للتهنئة بالشهر، ففي ذلك اليوم خلع السلطان علي العزي عز الدين ابن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد الشيشيني الحنبلي وقرره في قضاء الحنابلة عوضا عن أبيه بحكم وفاته، وكان شابا حسن السيرة لا بأس به، وقد سعى في هذه الوظيفة جماعة من الحنابلة منهم شهاب الدين الفتوحي وغيره فلم يوافق السلطان على ذلك، وأرسل يقول لعز الدين: أورد ألف دينار والبس وظيفة أبيك، ففعل ذلك.
وفي يوم الاثنين ثالثه نزل الزيني بركات بن موسى المحتسب وأشهر المناداة عن لسان السلطان بتسعير البضائع حتى الدقيق، فعز ذلك على السوقة وغلقوا الدكاكين أياما واضطربت بسبب ذلك القاهرة، ثم امتثلوا ذلك وسكن الاضطراب.
وفي يوم الثلاثاء رابعه نزل السلطان إلى الميدان وعرض جماعة من العسكر وعين منهم جماعة بأن يتوجهوا إلى الغربية، فإن العربان من حين مات جان بلاط الكاشف اضطربت أخوال العربية، وكان السلطان لما توفي جان بلاط الكاشف خلع على أخيه وولاه على كشف الغربية عوضا عن أخيه، فلما توجه إلى هناك فزعت عليه العربان وطردوه وقتل خاصكي كان صحبته وجماعة من البلاصية، فلما بلغ السلطان ذلك عين لهم تجريدة وخرجت على الفور.
وفي يوم الأربعاء خامسه توفي شخص من الأمراء العشراوات يقال له جانم البواب، وكانه أصله من مماليك الأشرف قانصوه الغوري، وكان لا بأس به.
وفي يوم السبت ثامنه توفي الرئيس الأصيل العريق علاء الدين بك أخو سليمان بك ابن أحمد بك ابن السلطان أبي يزيد بن عثمان ملك الروم، وقد تقدم ذكر وفاة أخيه سليمان فتبعه أخوه علاء الدين علي بك، وكان ترابهما بمصر، وماتا بالطاعون، فلما بلغ السلطان