بنت خوند بنت المؤيد شيخ، وأمرها مشهور، وأطلق زوجة القاضي هاني وكانت مسجونة على دين، ولم يعرض من في الحبوس من الرجال واستمر الحال على ذلك.
وفي ذلك اليوم توفي الأمير سودون بن حيدر، ويعرف أيضا بسودون الفقيه، وكان من الأمراء العشراوات، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي.
وفي ذلك اليوم توفي القاضي كمال الدين محمد الأبوتيجي، وكان من أعيان نواب الشافعية، وكان في سعة من المال، وكان لا بأس به.
وفي يوم الاثنين سادس عشرينه نادى السلطان بمنع بيع النبيذ والحشيش والبوزة، ومنع النساء الخواطي من عمل الفاحشة، واستمر يشهر المناداة بذلك ثلاثة أيام متوالية، وكان قد تزايد أمر الطاعون وصار الناس كل من يموت له بنت عروسة يجعل على نعشها شربوش الحلي مع الطرحات، ويضعون عصافير الحلي في أرجل النعوش، فعد ذلك من النوادر.
وفي يوم الخميس تاسع عشرينه فيه أحضرت جثة كاشف الغربية وهو الأمير جان بلاط، وأصله من مماليك الأشرف الغوري، وكان من الأمراء العشراوات، فلما أحضرت جثته دفن بالقرافة.
وفي ذلك اليوم توفي مغلباي دوادار سكين، وكان من أعيان الخاصكية.
ومن الغرائب ما وقع في أواخر هذا الشهر، وذلك أن في يوم الخميس المذكور بعد إنفضاض الموكب، نزل الزيني بركات بن موسى ناظر الحسبة الشريفة من القلعة، وقدامه مشاعليين ينادون في مصر والقاهرة حسبما رسم به المقام الشريف بإبطال المشاهرة والمجامعة. وإبطال المكوس قاطبه التي كانت مقررة على السوقة وعلى أصحاب البضائع من المتسببين قاطبة حتى على الطواحين التي في القاهرة قاطبة، ورسم بإبطال ما كان يؤخذ على مشترى كل أردب من الغلال موجب، فكان يؤخذ على كل أردب قمح نصف فضة ثم صارت نصفين موجب، وكيالة فتصل إلى ثلاثة أنصاف على كل أردب، واستمر ذلك على سائر مشترى الغلال، فلما رسم السلطان بإبطال ذلك ارتفعت له الأصوات بالدعاء ثم انطلقت له النساء بالزغاريت من الطبقان، وكانت الأسعار قد غلت في سائر البضائع بموجب ذلك وصارت تباع المثل مثلين ولا يقدر أحد يزجر البياعين على ذلك فإنه أمر سلطاني، وكان متحصل هذه الجهات في كل سنة فوق الأربعين ألف دينار، بل أكثر من ذلك مما كان من مشاهرة وغير ذلك من مكوس، وكان السلطان يحيل بهذا القدر جماعة من الأمراء عوضا عن الإقطاعات، وهذا كان أشد الظلم على الناس قاطبة أمر هذه المشاهرة والمجامعة، وكان إبطال ذلك في أيام السلطان من العجائب التي لم يسمع