للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الخميس ثامن عشرينة أشيع بموت علم الدين الذي كان متحدثا في كتابة الخزانة، وقد قاسى شدائد ومحنا وصودر، واستمر في المصادرة من سنة أربع عشرة وتسعمائة إلى سنة ثمان عشرة وتسعمائة، وضرب غير ما مرة وعصر وأخذ منه مال له صورة نحو من مائة وعشرين ألف دينار على ما قيل، والله أعلم بحقيقة ذلك، وآخر الأمر مات وهو تحت العقوبة في الترسيم.

وفيه قبض السلطان على تاج الدين ابن كاتب الدواليب وسلمة إلى الزيني بركات بن موسى، وسبب ذلك قيل عنه أن عنده لعلم الدين المذكور وديعة.

وفيه حضر الناصري محمد بن الشهابي أحمد ابن أسنبغا الطياري أمير شكار، وقد تقدم أن السلطان تغير خاطره عليه بسبب علم الدين جلبي السلطان فرسم بنفيه إلى قوص، فلما توجه إلى هناك كان الأمير طومان باي الدوادار مسافرا نحو الصعيد، فلما وصل الناصري محمد إلى هناك ترامى على الأمير طومان باي بأن يشفع فيه عند السلطان، فأرسل شفع فيه، فرسم السلطان بعودة إلى مصر، فلما طلع السلطان خلع عليه ونزل إلى داره، لكن غرم مالا له صورة.

وفي يوم الجمعة تاسع عشرينة هجم المنسر ليلة السبت على سكان الزربية من المتفرجين، فدخلوا المقاصف ونهبوا عمائم الناس وقماشهم وعبيهم وقتلوا شخصا من الخفراء، وكانت ليلة مهولة، وراحت على من راح.

وفي يوم الجمعة المذكور صنع الأمير قانصوه ابن سلطان جركس أحد الأمراء المقدمين وقدة وحراقة نفط في بركة الفرايين، مكان داره التي أنشأها هناك، فكانت له ليلة حافلة وعزم على الأمراء عنده، ونقل مراكب صغارا على جمال إلى بركة الفرايين فكانوا نحوا من ثلاثين مركبا أو دون ذلك، وأمر سكان البركة بأن يوقدوا في بيوتهم القناديل والثريات والأمشاط، فأوقدوا وقدة حافلة تلك الليلة، ومد أسمطة حافلة للأمراء ولم يقع قط في بركة الفرايين ليلة مثل تلك الليلة في الفرجة والقصف.

*****

وفي رجب، كان مستهلة يوم السبت، فطلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فحصل للقاضي الشافعي من السلطان بعض مقت، وسبب ذلك أن قوس الهلال ان تلك الليلة لا يرى، فقيل رآه بعض الناس، وكان قوسه تلك الليلة على درجتين ونصف، وكان عسر الرؤية وحكم أرباب التقويم أنه لا يرى تلك الليلة، فثبت رؤيته على قاض في الصليبة يقال له شمس الدين الأتميدي، فلما طلع القضاة إلى السلطان وقال للقاضي

<<  <  ج: ص:  >  >>